الانسحابات تضرب حركة النهضة ومطالبات باستبعاد ”الغنوشي”
كشفت التداعيات الأخيرة للأزمة السياسية التي تشهدها تونس، عن حجم الانقسامات والانشقاقات الداخلية التي ضربت "حركة النهضة".
وفشلت حركة النهضة في التعاطي مع تطورات الأوضاع السياسية التي صاحبت قرارات الرئيس التونسي قيس سعيد، ما تجلى في الاضطرابات الداخلية التي شهدتها على مدار الأسبوع الأخير.
وفي تطور جديد أعلن عدد من قيادات حركة النهضة الانسحاب من مجلس الشورى، وعدم الاعتراف بقراراته، احتجاجا على نتائج الاجتماع، التي من المنتظر الإعلان عنها خلال الساعات القليلة القادمة.
وبالرغم من عدم إعلان النتائج التي خلص إليها اجتماع قيادات الحركة مساء أمس الأربعاء، إلا أن توابعه بدت واضحة إلى حد كبير، بعد إعلان عدد منهم الانسحاب وعدم الاعتراف بأي منها، ما يؤكد مدى عمق الخلافات التي تشهدها النهضة التونسية.
وألقت القيادية يمينة الزغلامي، حجرها الكبير بإعلان انسحابها من الاجتماع الاستثنائي، مُعلنة عدم تحملها لمسؤولية أي قرار يصدر عن مجلس الشورى.
وأبدت يمينة الزغلامي امتعاضها من السياسة التي تنتهجها الحركة والتي وصفتها بـ"الهروب إلى الأمام"، مؤكدةً أن ما يحدث يشير بوضوح لعدم الالتفات لخطورة اللحظة التي تمر بها البلاد حاليًا.
ووجهت يمينة الزغلامي اتهامًا خطيرًا إلى ما تمت مناقشته في الاجتماع، بقولها "لن أكون شاهدة زور أبداً"، وذلك في تغريدة عبر صفحتها الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي.
وتوالت الانسحابات التي لم تتوقف عند الزغلامي، لتتبنى القيادية منية ابراهيم نفس الموقف، مُعلنة انسحابها وعدم اعترافها بأي قرار يصدر من مجلس الشورى، كما أكدت زميلتها جميلة الكسيكسي بدورها انسحابها وتبرأها من كل قرار يصدر عن المجلس.
ودعت القياديات المنسحبات بعقد اجتماع طارئ مع عدد كم رموز حركة النهضة أبرزهم سمير ديلو وعبد اللطيف المكي، للمطالبة بإجراء سلسلة من الإصلاحات.
ورفعت المنسحبات سقف المطالب باستبعاد قيادات الصفّ الأوّل، وعلى رأسها زعيم الحزب راشد الغنوشي وصهره رفيق بوشلاكة والقيادي عبد الكريم الهاروني.
وأكد التيار المعارض أن الغنوشي وأتباعه أفسدوا الحركة، وتسببوا في شف الصف، عبر افتعال الأزمات، علاوة على التقصير في تحقيق مطالب الشعب.