لماذا خرجت عملية طوفان الأقصى من جولة تصعيد إلى حرب شاملة؟
منذ عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر الماضي، وهي العملية التي خرجت عن إطار جولة تصعيد مماثلة أو مشابهة لجوالات التصعيد الماضية التي اشتبكت فيها إسرائيل مع فصائل
المقاومة الفلسطينية إلى كونها أصبحت حرب بقاء لكل من الطرفين المتحاربين سواء من جانب الاحتلال الإسرائيلي او حركة حماس التي تتولى حكم قطاع غزة منذ منتصف 2007.
المستقبل السياسي لما بعد الحرب في غزة
هل اتخذت حماس نزعة انفرادية بقرار الحرب فى غزة .. وما تداعيات ذلك؟
في السياق ذاته، فقد يرى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن هذه الحرب ومصيرها، هو الذي سيشكل ما بقي من مستقبل سياسي له، وأن تعرضه للهزيمة فيها أو انتهائها وبدون تحقيقه صورة انتصار واضحة سيعني انتهاء مستقبله السياسي تماما، وهو أمر يسمح به خاصة وأنه سيواجه العديد من االتهامات المتعلقة بالفشل الخاص بعملية طوفان
الأقصى علاوة على اتهامات الفساد التي يواجهها منذ ما قبل الحرب بسنوات وقد ينتهى به
الأمر إلى السجن.
أما من جانب حماس، فإن الحركة باتت ترى في هذه الحرب الوسيلة الوحيدة للبقاء وتحقيق
المكتسبات، ولذلك لا يمكن لها السماح بأن تحقق إسرائيل نصراً مدوياً عليها ولا يمكن القبول باتفاق يضمن لها مكتسباتها، ودون اعتبار لمعاناة الشعب الفلسطيني وخسائره البشرية
والمادية منذ بدء العدوان، وجميع تصريحات قادتها تشير سوى إلى إصرارهم أن يكونوا جزءا رئيسيا في اليوم التالي وعدم التخلي عن حكم غزة حتى لو كان ثمن ذلك مزيدا من الدماء
الفلسطينية في ظل حكومة إسرائيلية يمينية التعبئة بقوانين دولية أكدوا أنهم لن
يتراجعوا عن هدفهم بوقف الحرب إلى بعد القضاء على حكم حماس وقدراتها العسكرية، كما أن هناك حالة إنكار من كلا الطرفين "حكومة نتنياهو وحماس" من صعوبة المعطيات على الأرض وأن هذه الحرب من الصعب أن يخرج منها منتصر واحد وآخر مهزوم.