جريمة حرب.. ميليشيات الدعم السريع تقتل عشرات السودانيين فى «ود النورة»
ذكرت وسائل إعلام سودانية أن ميليشيات الدعم السريع اقتحمت قرية «ود النورة» بولاية الجزيرة فى السودان، أمس، وتسببت فى قتل وإصابة المئات من الأهالى، وارتكبت جرائم سلب ونهب واسعة للممتلكات الخاصة، وسط تداول صور القتلى وتحذيرات من وقوع جريمة حرب.
ونقلت وسائل الإعلام عن شاهد عيان أن ميليشيات الدعم السريع هجمت على القرية بـ٣٥ عربة قتالية، وأطلق عناصرها النيران بشكل عشوائى على الأهالى الذين خرجوا لمعرفة ما يدور، وسقط ما يقرب من ١٤٠ قتيلًا، وجرح ما يزيد على ٢٠٠ شخص.
وحتى الآن، هناك تضارب فى أعداد ضحايا المجزرة، فى ظل انقطاع الاتصال والإنترنت عن المنطقة، وتحدث ناشطون عن مقتل ٢٠٠ مدنى على الأقل، وأن «لجان مقاومة مدنى» حذرت، صباح أمس الأول الأربعاء، من الحصار المحكم الذى فرضته قوات الدعم السريع على «ود النورة»، مع إطلاق وابل من الذخائر فى محاولة لاقتحام البلدة.
وقالت لجان مقاومة مدنى: «إن قرية ود النورة شهدت إبادة جماعية، بعد هجوم ميليشيا الدعم السريع عليها مرتين، وقتل ما قد يصل إلى ١٠٠ شخص».
وأضافت: «ما حدث فى القرية مجزرة وجريمة مكتملة الأركان ارتكبتها قوات الدعم السريع».
وأشارت إلى أن قوات الدعم السريع «هاجمت المعسكرات التى تضم عناصر من الجيش وجهاز المخابرات العامة وكتيبة الزبير بن العوام التابعة للإسلاميين، فى غرب وجنوب وشمال منطقة ود النورة، ونهبت القرية التى شهدت نزوح جميع النساء والأطفال منها نحو مدينة المناقل.
من جهته، قال مجلس السيادة السودانى، فى بيان، أمس، إن ميليشيا الدعم السريع أقدمت على ارتكاب مجزرة بشعة بحق المدنيين العُزل فى ود النورة، راح ضحيتها عدد كبير من المواطنين، وتضاف هذه الجريمة لسلسلة الجرائم التى ترتكبها، وهى أفعال إجرامية تعكس سلوكها فى استهداف المدنيين وتهجيرهم قسريًا، وفقًا للبيان.
وطالب مجلس السيادة المجتمع الدولى ومنظمات حقوق الإنسان بإدانة واستنكار جرائم الدعم السريع ومحاسبة مرتكبيها، إعمالًا لمبدأ عدم الإفلات من العقاب.
وأدان حزب الأمة، بقيادة مبارك الفاضل، انتهاكات قوات الدعم السريع المستمرة بحق المواطنين فى القرى، واصفًا الهجوم الذى شنته على قرية ود النورة بـ«العنيف»، ما أدى إلى استشهاد عدد من المواطنين.
كما أدان حزب المؤتمر السودانى المجزرة ووصفها بالجريمة البشعة، وقال: «قوات الدعم السريع نفذت مجزرة حقيقية وجريمة بشعة فى قرية ود النورة، راح ضحيتها عشرات المدنيات والمدنيين، فاقت أعدادهم المائة، وأعداد كبيرة من الإصابات»، كما دعا قوات الدعم السريع إلى التوقف فورًا عن ارتكاب مزيد من الجرائم والانتهاكات فى حق الأبرياء العزل فى إقليم الجزيرة وغيره.
ونعت نقابة الصحفيين السودانيين مقتل الصحفى بوكالة السودان للأنباء، مكاوى محمد أحمد، خلال الهجوم الذى نفذته قوات الدعم السريع على قرية ود النورة، التى نزح إليها بعد اندلاع الحرب.
وفجر الأربعاء، قتل الصحفى معاوية عبدالرزاق مع ثلاثة من أفراد أسرته على يد قوات الدعم السريع، فى منطقة الدروشاب بالخرطوم بحرى، خلال اقتحامها منزلهم.
وتسيطر قوات الدعم السريع، التى يتزعمها محمد حمدان دقلو، على ولاية الجزيرة منذ ديسمبر ٢٠٢٣، ومنذ ذلك الوقت تعمد الميليشيا إلى مداهمة قرى الولاية مرتكبة بحق سكانها العُزل أفظع الجرائم التى تشمل القتل والاختطاف والاغتصاب والتهجير القسرى ونهب الممتلكات، بما فى ذلك المحاصيل والأثاث المنزلى.