«واشنطن بوست»: عائلات الأسرى الإسرائيليين «لم يعد لديها ما تخسره»
قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية إن الإحباط يتحول إلى غضب لدى أسر الأسرى الإسرائيليين، وبعد ثلاثة أشهر مؤلمة من انتظار إطلاق سراح أطفالهم وآبائهم وأزواجهم، أصبح المجتمع أكثر يأسًا وأكثر نضالًا.
ويوم الإثنين الماضي، اقتحمت مجموعة من المدافعين عن الرهائن اجتماعين للجنة الكنيست "البرلمان الإسرائيلي" ورفضوا التزحزح عن موقفهم وصرخوا في وجه المشرعين قائلين: "لن تجلسوا هنا بينما يموتون هناك".
وخلال عطلة نهاية الأسبوع، انضم مضرب عن الطعام إلى مخيم احتجاج أمام منزل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الخاص في مدينة قيسارية الساحلية. كما أن هناك وقفة احتجاجية أخرى على مدار الساعة- أُطلق عليها اسم مخيم "لقد نفد الوقت"– تحتل تقاطعًا بالقرب من مقر إقامته الرسمي في القدس، وسكب المتظاهرون سائلًا أحمر اللون، يرمز إلى الدم، في الشارع المزدحم ليلة الإثنين.
عائلات الأسرى الإسرائيليين بين الخوف ودعم الاحتلال
وذكرت "واشنطن بوست" أن عائلات الأسرى الإسرائيليين في بداية محنتهم، شعرت بالتمزق بين الخوف على أقاربهم المختطفين وبين دعم معركة إسرائيل ضد حماس، لكنهم يقولون إن شيئًا ما تغير الأسبوع الماضي عندما احتفلت إسرائيل بمرور ١٠٠ يوم من الحرب دون وجود زخم جديد نحو تحرير أحبائهم.
ولا يزال نحو ١٣٢ رهينة محتجزين، على الرغم من أن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي يقول إنه يعتقد أن ٢٨ منهم لقوا حتفهم- إما متأثرين بجراحهم أو على أيدي حماس.
وفي ديسمبر الماضي، قتلت القوات الإسرائيلية ثلاثة أسرى عن طريق الخطأ في غزة أثناء محاولتهم الفرار وهم يلوحون بالأعلام البيضاء ويصرخون باللغة العبرية، وذكرت حماس، دون دليل، أن عشرات الأسرى قتلوا في الغارات الإسرائيلية.
"ليس لدينا ما نخسره"
ووفقًا لـ"واشنطن بوست"، في الأيام الأولى للحرب، قال شاهار مور زاهيرو، أحد المتظاهرين الذين عطلوا أعمال الكنيست يوم الاثنين الماضي: "لم نتمكن من مهاجمة الحكومة لأنها كانت مسئولة عن إعادة أحبائنا". وأضاف زاهيرو: "الآن المجتمع يتصدع.. خلع الكثير من العائلات القفازات، ليس لدينا ما نخسره بعد الآن".
وأعلن المتظاهرون يوم الأربعاء الماضي "يوم غضب" مع تنظيم فعاليات على مستوى البلاد تدعو إلى إطلاق سراح الرهائن فورًا.
وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن العائلات نظمت لعدة أشهر، مظاهرات واسعة النطاق، واجتمعت مع المسئولين وغطت البلاد بملصقات الرهائن، كما سافر البعض، إلى الخارج لحشد الوعي العالمي.
والهدف من الحملة هو جعل إطلاق سراح الأسرى هدفًا رئيسيا للحرب، على قدم المساواة مع التعهد بـ”تدمير حماس” الذي قطعه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وزعماء آخرون مباشرة بعد هجمات ٧ أكتوبر.
إسرائيل تدخل مرحلة جديدة من الحرب فى غزة
لكن أصبح غضب العائلات أكثر إلحاحًا مع تحول إسرائيل إلى مرحلة جديدة من الحرب في غزة، مرحلة من المتوقع أن تعتمد بشكل أقل على القصف واسع النطاق وأكثر على الغارات المستهدفة، والتي من المرجح أن تستمر لأشهر أو حتى سنوات.
وقد فتحت الفترة الانتقالية انقسامات جديدة حول مدة استمرار القتال ومدى صعوبة ذلك.
وقال يوهانان بليسنر، رئيس معهد الديمقراطية الإسرائيلي: "هناك فهم متزايد بأن الأمر قد يستغرق وقتًا أطول بكثير لتفكيك حماس، لكن الأسرى ليس لديهم وقت طويل".
ولعدة أشهر، كانت مطالب العائلات أساسية؛ فهم يريدون من الحكومة تحرير الأسرى بأسرع وسيلة ممكنة، وكان الشعار الأكثر شيوعًا "أعيدوهم إلى بيوتهم الآن"، وهو الاسم الذي تطلقه أكبر مجموعة من أقاربهم.
اتفاق "الكل مقابل الكل".. اليمينيون يرفضون وآخرون يؤيد
والآن تتجمع المزيد من العائلات، حول المطالبة بوقف فوري لإطلاق النار، وهو الأمر الذي من شأنه أن يفتح الطريق أمام صفقة ثانية يتم التفاوض عليها مع حماس.
ووفقًا لـ"واشنطن بوست" فقد أيد البعض اتفاق "الكل مقابل الكل" المثير للجدل، والذي من شأنه إطلاق سراح السجناء الفلسطينيين المحتجزين في إسرائيل، والذين يبلغ عددهم ٨٠٠٠، وبعضهم مدان بقتل مدنيين، مقابل إطلاق سراح الرهائن. وهو ما رفضه الوزراء اليمينيون في حكومة الاحتلال، قائلين: "إنه سيعيد مقاتلين محتملين إلى حماس والجماعات المسلحة الأخرى".
ويصر القادة العسكريون على أن القتال هو الذي جلب حماس إلى طاولة المفاوضات بشأن صفقة الإفراج الأولى، وأن القتال سيعيدهم مرة أخرى.
وقال رئيس الأركان الجنرال هيرتسي هاليفي في خطاب بمناسبة مرور ١٠٠ يوم على الحرب: "لقد نجح هذا الضغط، وهو وحده، في إعادة العديد من الرهائن".
ورغم إصرار الحكومة على استمرار الحرب والقتال، قال المتظاهرون: "لقد تحدث رئيس وزرائنا كثيرًا خلال الأيام الـ١٠٩ الماضية، لكنه لم يفعل أي شيء".
فيما يؤكد المنظمون أن المظاهرات ستظل تلاحق نتنياهو حتى عودة الأسرى إلى عائلاتهم.