حرب تحرق الكوكب، أرض ألاسكا تضع أمريكا في مواجهة عسكرية مع روسيا
زعمت تقارير أمريكية خلال الساعات الماضية، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وقع مرسوما يلغى بيع ألاسكا للولايات المتحدة الأمريكية تمهيدا لاستردادها معتبرا أن عدم عودته إلى سيادة بلاده سيدمر الكوكب.
مناوشات أمريكية روسية حول الأسكا
وقال نائب السكرتير الصحفي لوزارة الخارجية الأمريكية في سياق رده على أحد الصحفيين في سؤال حول ما يشاع عن توقيع بوتين لهذا المرسوم: أعتقد أنني أستطيع أن أقول من جميعنا في الحكومة الأمريكية: الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لن يسترد ألاسكا.
Advertisements
علق نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، ديمتري مدفيديف، على ما قاله نائب السكرتير الصحفي لوزارة الخارجية الأمريكية، بشأن عدم استعادة روسيا ألاسكا قائلا: إن الحرب تقترب.
مدفيديف يهدد بالحرب مع أمريكا بسبب ألاسكا
وقال مدفيديف، وفقا لممثل وزارة الخارجية، إن روسيا لن تستعيد ألاسكا، التي بيعت للولايات المتحدة في القرن التاسع عشر، هذا كل شيء.. وكنا نتوقع عودتها في أي يوم.. والآن أصبحت الحرب أمرًا لا مفر منه.
اقرأ أيضا:
البنتاجون: اكتشاف وتعقب 4 مقاتلات روسية قرب ألاسكا
مع بداية ستينات القرن التاسع عشر عانت الإمبراطورية الروسية من ضائقة مالية خانقة على إثر نهاية حرب القرم، في أثناء ذلك تزايدت مخاوف القيصر الروسي ألكسندر الثاني حول مصير منطقة ألاسكا الروسية، حيث كانت هذه الأراضي تقع في أقصى شرق الإمبراطورية، كما أنها تواجدت على قارة أخرى، وقد صعّب ذلك على الجيش الروسي مهمة الدفاع عنها في حرب مستقبلية أمام الولايات المتحدة الأميركية أو الإمبراطورية البريطانية المتمركزة بقوة في كندا.
قصة بيع ألاسكا للولايات المتحدة الأمريكية
وفي شهر يناير عام 1860 تزايد قلق القيصر الروسي ألكسندر الثاني حول مسألة ألاسكا بعد أن راسله السفير الروسي بواشنطن، إدوارد دي ستوكل، ليخبره أنه من الصعب جدا إقامة مستعمرات على أراضي ألاسكا بسبب الطقس البارد، فضلا عن ذلك حدّث السفير الروسي عن قلة الموارد الطبيعية بالمنطقة وكثافة التواجد العسكري البريطاني على أراضي كندا.
عقب هذه الرسالة عقد القيصر الروسي ألكسندر الثاني العزم على بيع أراضي ألاسكا لصالح أمريكا، وأوكل هذه المهمة إلى السفير الروسي في واشنطن إدوارد ستوكل.
باشر السفير الروسي مفاوضاته مع وزير الخارجية الأمريكي، جيرمي سوليفان بلاك، ولكن هذه المفاوضات تعطلت لسنوات عديدة بسبب اندلاع الحرب الأهلية الأمريكية، خلال شهر مارس سنة 1867 استمرت المفاوضات حول مستقبل " ألاسكا "بين الجانب الأميركي والجانب الروسي بعد انقطاع استمر لأكثر من ست سنوات، وفي الأثناء تفاءل السفير الروسي "إدوارد ستوكل" كثيرا عند تجدد المفاوضات بسبب معرفته الجيدة بوزير الخارجية الأميركي الجديد "ويليام سيوارد".
تفاصيل مفاوضات روسيا وأمريكا حول ألاسكا
خلال ساعات الصباح الأولى ليوم الـ 30 من شهر عام 1867، تم رسميا التوقيع على اتفاقية بيع ألاسكا الروسية لصالح الولايات المتحدة الأمريكية مقابل مبلغ 7,2 مليون دولار (أي ما يعادل حوالي 115 مليون دولار في وقتنا الحاضر). خلال تلك الفترة قاربت مساحة ألاسكا 1.6 مليون كلم مربع (1,518,800 كلم مربع)، وقد جرى بيعها مقابل 7,2 مليون دولار أي بثمن 4,74 دولار للكيلومتر المربع الواحد.
عقب هذه الصفقة، هاجمت الصحافة الأمريكية وزير الخارجية ويليام سيوارد، وقد ساهم ذلك في تأجيج غضب الشارع الأمريكى، حيث اعتبر أغلب الأمريكيين هذه الصفقة إهانة لبلادهم، ولكن وزير الخارجية ويليام سيوارد تدارك الأمر عقب إلقائه خطابا أكد من خلاله أهمية أراضي ألاسكا، بسبب كميات موارد الفرو الموجودة هناك، وإمكانية الاعتماد عليها (ألاسكا) كمركز للصيد البحري واستغلال مناجمها، ومن خلال خطابه هذا لمح الوزير الأمريكى إلى إثناء عدد من البحارة والمستكشفين على أراضي ألاسكا في كتاباتهم.
وبالرغم من توقيع هذه الاتفاقية أواخر شهر مارس عام 1867، استغرقت أمريكا سنة كاملة من أجل دفع ثمن ألاسكا، ويرجع السبب في ذلك إلى حالة التخبط والمشاورات التي عاشها مجلس النواب الأمريكى لمناقشة هذه الصفقة وتداعياتها.
و