بعد عودة الحرب.. هل ترضخ إسرائيل لمطالب أمريكا بشأن غزة؟
بدأ الاحتلال الإسرائيلي من جديد حملته ضد الفصائل الفلسطينية، ولكن هل سيقوم الرئيس جو بايدن بالسماح لها بتحقيق الانتصار أم لا.
وتعتبر صحيفة "وول ستريت جورنال" أن سياسة إدارة بايدن في أوكرانيا قد تكون خطيرة، فوزير الخارجية أنتوني بلينكن قد نقل الأخبار السيئة إلى القدس قبل انتهاء الهدنة، حيث يسعى للحفاظ على السيطرة على الوضع في إسرائيل.
كما حدثت الفصائل الفلسطينية في صباح يوم الجمعة بإطلاق صواريخ على إسرائيل، مخالفة بذلك اتفاق التهدئة، ولم تنجح في تحقيق المزيد من التقدم في مفاوضات تبادل الأسرى، وزعمت الفصائل الفلسطينية وفاة طفلين، كفير بيباس البالغ من العمر 10 أشهر، وشقيقه آرييل البالغ من العمر أربع سنوات.
ويدرك بلينكن أن الاحتلال الإسرائيلي بحاجة إلى القيام بجهود إضافية للتغلب على الفصائل الفلسطينية، وفي مؤتمر صحفي في الاحتلال الإسرائيلي يوم الخميس، أكد بلينكن أن حماس لا يمكن أن تبقى مسيطرة على غزة.
كما أن الحملة الإسرائيلية حققت حتى الآن تقدماً كبيراً في النصف الشمالي من غزة، مدمرة العديد من مواقع كتائب حماس، وأنفاقها ومقار مستشفياتها، وهذا الضغط أدى إلى إطلاق سراح 105 رهينة، مما يعني أن المزيد من الضغط قد يؤدي إلى إطلاق المزيد من الرهائن الـ 137 الذين لا يزالون في الأسر.
وتشير الصحيفة إلى أن وقف القتال قد يتحول إلى وقف إطلاق نار أكثر استدامة، لكن ذلك قد يعيد تكرار أخطاء المواجهات السابقة مع حماس، حيث لا تزال حماس تسيطر على جنوب غزة وتخطط من هناك للهجمات المستقبلية.
وفيما يتعلق بالمرحلة التالية من الحرب، يشدد وزير الخارجية الأمريكي بلينكن على ضرورة تفادي الخسائر البشرية والتهجير الواسع الذي حدث في شمال غزة. يصرح بأهمية اتخاذ إجراءات أكثر فعالية لحماية حياة المدنيين الفلسطينيين.
وبلينكن يقترح إبعاد المدنيين عن مناطق القتال ومعاقل حماس مثل خان يونس، ويدعو إلى إنشاء "مناطق آمنة" للمدنيين بالقرب من مناطق القتال، وذلك لتجنب التهجير الكبير للسكان داخل غزة.
كما يسعى بلينكن لإغلاق الباب أمام فكرة القتال غير المحدودة أثناء الصراع بين إسرائيل وحماس، ويؤكد أن حماية المدنيين تتعلق بتجنب الأذى للبنية التحتية الحيوية كالمستشفيات، مشيرًا إلى أن النية المعلنة مهمة، ولكن نتائج العمليات العسكرية أيضًا ذات أهمية، وبالنسبة للاحتلال الإسرائيلي، فإن التحدي يكمن في كيفية مواجهة حماس دون إيذاء المدنيين والبنى التحتية الحيوية.
ويطالب بلينكن بالحفاظ على تدفق الوقود لحماس بدلاً من قطعه، حيث يعتبر هذا التدفق مصدرًا لاحتماء حماس في أنفاقها، مما يجبر إسرائيل على الاعتماد على العمليات البرية الخطيرة للغاية، كما يبدي أيضًا حذرًا بشأن حملة عسكرية مطولة، ردًا على تصريح وزير الدفاع الإسرائيلي.
لهذا يشير البيت الأبيض إلى أن أي تصعيد عسكري يتطلب موافقة من الرئيس بايدن، الذي يواجه ضغوطًا متزايدة من اليسار الديمقراطي في الولايات المتحدة.
وتقول الصحيفة أيضًا إن حماس ليست مجرد فكرة وبالتالي لا يمكن هزيمتها بالحرب فقط، وهذا الرأي ينتشر بين التقدميين في الولايات المتحدة، والرئيس بايدن أيضًا يشدد على ضرورة تجنب العنف والحرب، مشيرًا إلى أن الاستمرار في هذا النهج يعطي حماس ما تسعى إليه.
وتختتم الصحيفة بأن إسرائيل تحتاج إلى دعم الولايات المتحدة في حملتها ضد حماس، بدلاً من تكرار السياسات التي تعيق النصر الحاسم.