عاجل.. فلسطينيون لـ«الدستور»: حينما يتوقف القصف نحمى جثث الضحايا من الطيور الجارحة
قال عدد من الفلسطينيين إن الاحتلال الإسرائيلى عاد لارتكاب جرائم الإبادة الجماعية بمجرد توقف الهدنة، كما يرتكب مجازر فى القدس المحتلة وغزة والضفة الغربية أيضًا، مطالبين المجتمع الدولى بأن يضطلع بمسئولياته بالتصدى لهذه الجرائم.
وقالت راوية حلس، المسئولة عن مركز الإيواء بخان يونس، إن الفلسطينيين يعيشون أصعب أيام الحياة، لافتة إلى أن خان يونس أكبر مكان يستقبل النازحين فى قطاع غزة، إذ يضم أكثر من ٣٢ ألف نازح.
وأضافت: «يجرى الكبار والصغار فى الشوارع، ويصرخون، ويضطرون للقفز فوق الجثث للهرب من القصف.. وحينما يتوقف القصف ننشغل بإبعاد الطيور عن الجثث، نرى مشاهد لا يتحملها أحد»، مشيرة إلى أن الجيش الإسرائيلى يكثف القصف بأسلوب الأحزمة النارية.
وواصلت: «أسرتى أُجبرت على النزوح ٣ مرات، بسبب قصف وتدمير الاحتلال منزلها»، موضحة أن لديها بمركز الإيواء أطفالًا صغارًا فقدوا عائلاتهم بأكملها، و«هناك طفل لم يكمل شهرًا من عمره، فقد كل أهله.. مررت به على النساء المرضعات حتى يعيش.. هذا مشهد لا يوجد حتى فى الأساطير».
وأكملت: «يأتى الليل ومعه الرعب، تضم أطفالك إلى حضنك، وأنت لا تعرف إن كنت سترى النهار أم لا»، لافتة إلى أن حفيدها سنه ٦ أعوام، يشعر بأن قلبه يتوقف مع كل قصف، «والأرض تتزلزل تحت أقدامنا، نعيش فى أهوال».
وحول سد احتياجات ٣٢ ألف شخص بمركز كلية تدريب بخان يونس، قالت: «لدينا ما يكفى لسد احتياجات ١٠٪ فقط منهم.. ٦٠٠ شخص للحمام الواحد»، مشيرة إلى أن النازحين يتركون أموالهم وملابسهم ويركضون وقت القصف، يدخلون إلى المركز بلا أى شىء، ويحتاجون لكل شىء، طعامًا وغطاء، «وهناك مئات الأطفال يصرخون جوعًا ويحتاجون للحليب والحفاضات». وأشارت إلى أن هناك أمراضًا كثيرة منتشرة بين النازحين، بينها الجدرى والأمراض الجلدية والتهاب الكبد الوبائى A. من جهته، قال زكريا بكر، أحد النازحين من مخيم الشاطئ إلى مدينة خان يونس فى الجنوب، إنه عقب انتهاء الهدنة شن الاحتلال حربه مجددًا، «ورأينا القصف والأحزمة النارية والطائرات المُسيّرة». وأضاف «بكر» أن طائرات الاحتلال قصفت مدينة حمد، على بُعد أمتار من مكان نزوحه، مؤكدًا أنه لا يوجد مكان آمن بغزة، وهناك عملية إخلاء واسعة جدًا بمدينة حمد.
وأوضح أن القصف وقنابل الإنارة والأحزمة النارية متواصلة، والوضع أصبح أخطر من أى وقت مضى.