كابوس الحرب الأهلية يفزع روسيا.. بوتين يتهم قائد قوات «فاجنر» بالخيانة ويكدس الدفاعات حول العاصمة
تعرض ظهر الدب الروسى ليس لضربة من الخصم الأوكرانى فى الحرب، التى اندلعت قبل عام و٤ أشهر، لكن لطعنة فى الظهر من قوات «فاجنر»، التى أعلن قائدها التمرد، واتهم الرئيس الروسى فلاديمير بوتين بالفساد.
قوات «فاجنر» من المرتزقة العسكريين، ونشطت المجموعة على مدى السنوات الثمانى الماضية فى كل من أوكرانيا وسوريا وعدد من الدول الإفريقية، واتُهمت مرارًا بارتكاب جرائم حرب وانتهاكات لحقوق الإنسان.
من جهته، أكد «بوتين» أنه سيرد بشكل قوى وصارم على التمرد الذى انخرطت فيه مجموعة «فاجنر»، فيما اتهم قائد المتمردين، يفجينى بريجوجين، قيادة الجيش الروسى بقتل عدد كبير من قواته.
وقال «بوتين»، فى كلمة له، إن نظامه سيتغلب على كل التحديات التى تواجه روسيا، مشيرًا إلى أنه يجب تضافر الجهود والتكامل بين القوات الروسية، واصفًا ما حدث بأنه «طعنة فى الظهر»، مشيرًا إلى أن هناك من يسعى لجر روسيا إلى حرب أهلية، وأن الانخراط فى التمرد ضلوع فى الخيانة، ولا مفر من العقاب.
وأضاف: «أى اضطرابات داخلية تمثل تهديدًا مصيريًا، وإجراءات القيادة الروسية ستكون قاسية»، معلنًا عن تلقى سلاح الجو الروسى الأوامر اللازمة للقضاء على من نظموا التمرد المسلح.
من جهتها، أهابت وزارة الدفاع الروسية بمقاتلى «فاجنر» عدم الانخراط فى مغامرة «بريجوجين»، ووصفتها بـ«الإجرامية»، وطلبت منهم الاتصال بالأجهزة الأمنية فورًا لتسليم أسلحتهم، متعهدة بضمان سلامتهم.
وقالت إنها قدمت المساعدة لعدد من قوات «فاجنر» لضمان عودتهم إلى نقاط تمركزهم بسلام، داعية إياهم لتغليب العقل.
كما أعلنت اللجنة الوطنية الروسية لمكافحة الإرهاب، أمس، عن تفعيل إجراءات مكافحة الإرهاب فى العاصمة موسكو ومقاطعاتها، منعًا لوقوع أى أعمال إرهابية.
فيما أكد عمدة موسكو، سيرجى سوبيانين، إلغاء الفعاليات العامة فى المدينة ضمن إجراءات مكافحة الإرهاب المعلنة، كما أعلن حاكم مقاطعة روستوف، فاسيلى غولوبيف، عن إلغاء جميع الفعاليات العامة فى إطار الإجراءات الأمنية الحكومية.
من جهته، أوضح قائد مجموعة «فاجنر»، رفض قواته الاستسلام، سواء بناء على طلب الرئيس بوتين أو الأمن الفيدرالى.
وقال فى كلمة له ردًا على خطاب «بوتين»: «لا نريد لروسيا أن تعيش لفترة أطول فى الفساد».
وأضاف: «قيل لنا إننا بحالة حرب ضد أوكرانيا فذهبنا وقاتلنا، لكن اتضح أن الذخائر تُسرق، وبوتين مخطئ بشكل كبير بحديثه عن الخيانة العظمى، كما أنه اتخذ الخيار الخطأ، وقريبًا سيكون لنا رئيس جديد»، مشيرًا إلى أن وزير الدفاع الروسى حوّل قواته إلى جهاز علاقات عامة يخدم رغباته.
وأكد قائد «فاجنر» أن قواته أسقطت مقاتلة روسية من طراز «سو ٣٥»، وطائرة نقل عسكرية من طراز N٢٦»».
وفى خطاب، أمس الأول، اتهم القيادة العسكرية الروسية بقصف معسكراته وقتل عدد كبير من قواته، متهمًا، كذلك، وزارة الدفاع الروسية بخداعه، وتعهد بـ«الرد على هذه الفظائع».
وقال، فى رسالة صوتية نُشرت على تطبيق «تليجرام»، إن وزارة الدفاع خدعت قواته وحاولت حرمانهم من فرصة الدفاع عن منازلهم وتعقبتهم، مشيرًا إلى أنهم كانوا مستعدين لتقديم تنازلات لوزارة الدفاع وتسليم أسلحتهم وإيجاد حل، فى إشارة منه للخلاف الذى نشب بينه وبين الجيش قبل أكثر من شهر ونصف الشهر، حين هدد بالانسحاب من قتال الأوكرانيين بعد أن نفدت ذخائر جنوده، متهمًا الجيش بالتلكؤ فى مده بالأسلحة والذخائر اللازمتين لمواصلة الحرب.
وأضاف: «هؤلاء الأوغاد لم يهدأوا، لقد رأوا أننا لم ننكسر وشنوا ضربات على معسكراتنا، وقُتل عدد كبير من مقاتلينا ورفاقنا فى السلاح، وسنتخذ قرارًا بشأن كيفية الرد على هذه الفظائع، والخطوة التالية هى خطوتنا».
وتعهد «بريجوجين» بـ«الانتقام»، محذرًا من مقاومة قواته، قائلًا إن مثل هذه المقاومة سيعتبرها تهديدًا وسيدمرها على الفور، وهذا يشمل أى حواجز تقف فى طريقه، وطلب من المواطنين الروس البقاء فى منازلهم والتزام الهدوء، وعدم استفزاز قواته.
وقال إنه «ينفذ العدالة»، وإن ما يفعله ليس انقلابًا عسكريًا، وإن غالبية أفراد الجيش الروسى يدعمونه.