مخاوف واسعة لجيران السودان من تداعيات الحرب في الخرطوم
تتنامى مخاوف الدول المجاورة للسودان، من انهيار السودان على وقع القتال المشتعل بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، وتبعات ذلك على الدول المجاورة.
حروب أهلية وأزمات لجوء
وفي ظل غياب أيّ حل بين الفريقين المتقاتلين، يسارع المجتمع الدولي لنزع فتيل انفجار قد يدمر المنطقة بأسرها على شكل تقسيم وحروب أهلية وفوضى وأزمات لجوء.
وعلى وقع أزيز الرصاص والقصف والانفجارات التي تدوي بين الحين والآخر، رغم تأكيد طرفي الصراع على السلطة بقيادة الجنرالين عبد الفتاح البرهان، ومحمد حمدان دقلو "حميدتي" التزامهما بهدنة إنسانية بمناسبة عيد الفطر، لا يجد بعض السودانيين إلا الفرار للنجاة بأرواحهم مع تجدد الاشتباكات.
ونقلت شبكة "سي أن أن" عن المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة قولها إنه تم "الإبلاغ عن زيادة النزوح في مواقع متعددة عبر ولاية الخرطوم، وكذلك في ولايات الجزيرة وسنار والنيل الأبيض ونهر النيل والقضارف، بسبب القتال ونقص السلع الأساسية".
وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا" إن نحو 8 آلاف شخص نزحوا من مدينة الأبيض في ولاية شمال كردفان إلى مناطق أخرى داخل الولاية.
وأكد المكتب أنه تم الإبلاغ أيضًا عن حالات نزوح في الفاشر، عاصمة شمال دارفور، محذرًا من زيادة حركة النزوح مع استمرار المعارك، إلى جانب تأكيدات أممية أخرى بهروب آلاف آخرين إلى خارج البلاد.
وتحد السودان 7 دول هي مصر، ليبيا، أريتريا، إثيوبيا، تشاد، أفريقيا الوسطى وجنوب السودان.
وتمتاز عدة دول مجاورة للسودان بأنها غير مستقرة أمنيًا وسياسيًا كتشاد، وجنوب السودان، إثيوبيا وأفريقيا الوسطى، وليبيا، حيث حذرت "مجموعة الأزمات الدولية" تلك الدول من أن تتدخل لصالح أي طرف من الأطراف المتقاتلة لما لذلك من انعكاسات خطيرة ستطالها.
وعبرت المجموعة عن قلقها من أن بقاء الأزمة دون حل سيمتد إلى الدول المجاورة للسودان.
وقالت في بيان، أمس الجمعة، إنه إذا تمكن الجيش من تأمين العاصمة، وانسحب حميدتي إلى دارفور، فمن الممكن، أن تتبعها حرب أهلية، يقول مراقبون إنه لن يكوى بنارها السودان وحده.
أزمات لجوء
ويوم الخميس الماضي، أعلنت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين لجوء ما بين 10 إلى 20 ألف سوداني إلى تشاد غير المستقرة سياسيًا وأمنيًا حيث تواجه حكومتها صراعًا مع متمردين على السلطة.
وقالت المفوضية في بيان إن هؤلاء اللاجئين هربوا من منطقة إقليم دارفور، وهم يفتقرون إلى الاحتياجات الأساسية مثل الغذاء والماء والمأوى.
وقبلها بيوم أكدت تشاد فرار 320 جنديًا سودانيًا إلى البلاد؛ لتجنب مواجهتهم قوات الدعم السريع، حيث تم هناك تجريدهم من أسلحتهم واحتجازهم من قبل السلطات.
وكانت إنجامينا أعلنت قبل أيام إغلاق حدودها مع السودان البالغة 1400 كم، حتى إشعار آخر بسبب تطور الأوضاع الأمنية، ورغم ذلك لا يزال عدد كبير من اللاجئين يتوافدون للبلاد.
وفي تشاد كذلك 400 ألف لاجئ سوداني فروا سابقًا من دارفور على إثر حروب وصراعات عرقية، حيث تعاني البلاد من تداعيات استضافتهم عليها إلى جانب تعرضهم في مرات سابقة إلى هجمات دموية.
إثيوبيا والحدود السودانية
وجهت أصابع الاتهام إلى إثيوبيا بأن لها مصلحة فيما يجري بالسودان، لكن مكتب رئيس الوزراء آبي أحمد نفى يوم الخميس ما يتم تداوله بهذا الشأن، معتبرًا أن هنالك جهات تحاول الإيقاع بين البلدين.
ودان المكتب في بيان نشره عبر صفحته على "فيسبوك" الادعاءات التي قالت إن قواتها داخل المناطق الحدودية السودانية.
ويقصد بالمنطقة الحدودية أراضي الفشقة المتنازع عليها بين الخرطوم وأديس أبابا، وقد شهدت صيف العام الماضي اشتباكات بين الجيشين أسفرت عن قتلى وجرحى.
وأكد آبي أحمد أن بلاده لا تريد "بتاتًا استغلال الظروف الحالية التي يمر بها السودان الشقيق، بل تريد أن يعود السلام والاستقرار إليها".
إلى ذلك، يستضيف السودان عشرات الآلاف من اللاجئين الإثيوبيين الهاربين من إقليم تيجراي شمالي البلاد بعد اندلاع الحرب بين جبهة تحرير تيغراي والقوات الحكومية في نوفمبر من العام 2020.
ويعتبر سد النهضة الإثيوبي ملفًا أساسيًا في العلاقة بين البلدين، وهذا الملف لا يخصهما وحدهما بل تتقاطعه معهما مصر.
على وقع الاشتباكات بين الجيش السوداني والدعم السريع، نقلت تقارير صحفية غربية عن قيام الجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر بدعم أحد طرفي الصراع هناك.
لكن الجيش الليبي نفى بسرعة هذه الاتهامات، وقال المتحدث باسمه أحمد المسماري: "تنفي القيادة العامة للقوات المسلحة العربية الليبية نفيا قاطعا تقديم الدعم لطرف ضد الطرف الآخر في السودان".
وأضاف في بيان نقلته "رويترز" أن القوات المسلحة الليبية "تجري حاليا الاتصالات العاجلة مع الأطراف المعنية، وبأننا مستعدون للقيام بدور الوساطة بين الأشقاء في السودان لوقف القتال".
ودور الوساطة عبرت عنه أيضًا وزيرة الخارجية الليبية بحكومة الوحدة الوطنية المنتهية ولايتها نجلاء المنقوش.
وأكدت المنقوش في بيان لوزارتها ضرورة الاستجابة للنداءات التي تطالب بوقف المعارك فورا وتغليب لغة الحوار بين الأشقاء.
وأعربت عن تضامن بلادها الكامل مع الشعب السوداني الشقيق واستعداد دولة ليبيا لدفع الأطراف السودانية إلى الاستجابة لدعوات السلام واستئناف العملية السياسية؛ لتحقيق الأمن والاستقرار والتنمية للسودان.
ووفق "رويترز"، فإن المرتزقة ومقاتلي الميليشيات السودانيين لعبوا دورًا نشطًا في طرفي الصراع الداخلي الذي قسم ليبيا بعد عام 2011.
وعاد كثير من المقاتلين السودانيين إلى بلادهم في السنوات الأخيرة، مما ساهم في تأجيج التوترات في إقليم دارفور بغرب السودان، حيث احتدم صراع آخر منذ سنوات واستمر القتال حتى بعد التوصل إلى اتفاق مع بعض الجماعات المتمردة في عام 2020.
كما أصبح السودان، بحسب المصدر ذاته، نقطة انطلاق وطريق عبور للمهاجرين الذين يسعون للتوجه إلى أوروبا عبر ليبيا، حيث استغل المهربون الصراع والاضطرابات السياسية لمصلحتهم.
إلى ذلك، أشارت تقارير صحفية إلى مخاوف متنامية في الجنوب الليبي المتضعضع أصلًا من امتداد تداعيات القتال في السودان إليه، وسط تحذيرات من استغلاله من قبل بعض الجماعات المتشددة.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، كأس مصر، دوري القسم الثاني , دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.