تقرير: الصين المقرض المفضل الجديد للبلدان منخفضة الدخل
أفادت شركة (ستاتيستا) الألمانية المتخصصة في بيانات السوق والمستهلكين بأن الصين تعتبر المُقرِض المفضل الجديد للبلدان منخفضة الدخل، التي استحوذت على نسبة 37% من نسبة المديونية الخارجية للصين في عام 2020، مقارنة بـ24% فقط من الديون الثنائية لبقية العالم في العام الماضي.
وأضافت الشركة، وفق تحليل لأحدث بيانات البنك الدولي، أن غالبية البلدان المُقترِضَة من الصين تقع في القارة الإفريقية، تليها بعض الدول في آسيا الوسطى وجنوب شرق آسيا والمحيط الهادئ.
وأشار التحليل، الذي نقلته شبكة البلقان الإخبارية المتخصصة في شئون أوروبا الشرقية وأوراسيا، إلى أن مشروع "طريق الحرير الجديد"، الذي يمول بناء الموانئ والسكك الحديدية والبنية التحتية البرية في جميع أنحاء العالم، أدى إلى استدانة العديد من الدول المشاركة إلى الصين.
ووفقًا لبيانات عن مديونيات الصين الخارجية لـ98 دولة حتى نهاية عام 2021، تدين باكستان بقيمة 27.4 مليار دولار، تليها أنجولا بديون خارجية تبلغ 22.0 مليار، وإثيوبيا بديون تبلغ 7.4 مليار، ثم كينيا بديون خارجية تبلغ 7.4 مليار، وسريلانكا بديون 7.2 مليار دولار.
أما البلدان التي لديها أكبر أعباء ديون نسبية فهي جيبوتي وأنجولا، تليها جزر المالديف ولاوس، اللتان فتحتا خط سكة حديد بتمويل من الصين العام الماضي.
ومنذ عام 2021، أقرضت الصين رسميًا حوالي 180 مليار دولار للبلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل، ارتفاعًا من حوالي 40 مليار دولار فقط في عام 2010، وتعتبر القروض الصينية ذات معدلات فائدة أعلى من تلك المقدمة من المؤسسات الدولية مثل صندوق النقد الدولي أو البنك الدولي، ولها أيضًا فترات سداد أقصر، وتشبه شروطها القروض التجارية فيما يتعلق بشروط السداد والسرية، بالإضافة إلى أهدافها المتمثلة في تمويل مشاريع بنية تحتية محددة بدلاً من متابعة أهداف التنمية بشكل عام.
وقد زادت جائحة "كوفيد 19" من تعقيد سداد القروض الصينية الصعبة بالفعل، وكان على البلاد إعادة التفاوض على قروض بقيمة 52 مليار دولار في عامي 2020 و2021، وهو ما يزيد عن ثلاثة أضعاف المبلغ الذي لاقى نفس المصير خلال عامي 2018 و2019، ومن بين تلك الحالات كانت سريلانكا، التي تعد أيضًا من بين أكبر المدينين للصين، والتي كانت في عام 2022 أول دولة آسيوية تتخلف عن سداد ديونها منذ عقدين.