في ذكرى الغزو.. العراق تُعلن قُرب استعادتها لـ17 ألف قطعة أثرية
زفت السلطات العراقية عبر وزارة الآثار نبأً سعيدًا لمواطنيها، في طريق استعادة البلاد لجزء من ماضيها الذي جرى طمسه وتدميره، جزاء خطيئته الكبرى وسقطه رئيسه الراحل صدام حسين.
وتسبب الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين برعونته السياسية، وخيالات الزعامة العروبية التي سيطرت على تصرفاته، في تقديم جسد الوطن العربي على طبق من ذهب، لتطاله أيادي العابثين والمتآمرين، ما أسفر عن وضع حجر الأساس لإعادة ترسيم المنطقة، وفق الهوى الأمريكي والإرادة الصهيونية.
وفي محاولة للخروج من كآبة الواقع العراقي القاتم، وبالتزامن مع الذكرى الحادية والثلاثين لغزو الكويت، أعلنت العراق اليوم الثلاثاء، إنها توصلت لاتفاق ملزم مع الولايات المتحدة الأمريكية، تستعيد بموجبه أكثر من 17 ألف قطعة أثرية تم نهبها وتهريبها من البلاد بعد الغزو الأمريكي في 2003.
ومن أبرز القطع التي سيتم استعادتها لوح من الطمي عمره 3500 عام، سُجلت عليه ملحمة جلجامش.
واختفت عشرات الآلاف من القطع الأثرية من العراق بعد الغزو الأمريكي، فضلا عن تهريب الكثير منها أو تدميرها على أيدي تنظيم الدولة الإسلامية الذي سيطر على ثلث الأراضي العراقية بين 2014 و2017 قبل أن تهزمه القوات العراقية والدولية.
وقالت وزارتا الخارجية والثقافة العراقيتان إن السلطات الأمريكية التي تعمل على إعادة الآثار توصلت في الآونة الأخيرة إلى اتفاق مع بغداد لإعادة القطع التي تم ضبطها لدى تجار وفي متاحف في الولايات المتحدة.
وصرح وزير الثقافة حسن نديم لرويترز بأن الحكومة الأمريكية ضبطت بعض القطع الأثرية وسلمتها إلى السفارة العراقية بينما سيعود لوح جلجامش الذي يحمل أهمية خاصة إلى البلاد في الشهر المقبل بعد الانتهاء من الإجراءات القانونية.
وقالت وزارة العدل الأمريكية إن السلطات ضبطت لوح جلجامش في 2019 بعد تهريبه وعرضه للبيع في مزاد وبيعه إلى تاجر أعمال فنية في أوكلاهوما وعرضه في متحف بالعاصمة واشنطن. وأضافت أن محكمة أصدرت أمرا بمصادرته في الشهر الماضي.
وأشارت الوزارة إلى أن تاجر قطع أثرية أمريكيا جلب اللوح من تاجر مقيم في لندن في 2003. وملحمة جلجامش هي أقصوصة مكتوبة باللغة السومرية وتعتبر أحد أقدم النصوص الأدبية في العالم.
وقال نديم إن القطع الأخرى التي ستُستردّ تشمل ألواحا عليها نصوص باللغة المسمارية.
وتعرض التراث العراقي القديم للتخريب بسبب الصراعات والتدمير والنهب، لا سيما منذ 2003. ولا تزال آلاف القطع مفقودة.
وبعد 2014 داهم تنظيم الدولة الإسلامية مواقع تاريخية ودمرها، على نطاق وصفته منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) بأنه "صناعي"، أي النهب بغرض تمويل عمليات التنظيم عبر شبكة تهريب ممتدة داخل الشرق الأوسط وخارجه.
وتحاول السلطات العراقية بمساعدة وكالات دولية تعقب آثارها واستعادتها وترميمها.