شي يتوافق مع بوتين ضد أمريكا رغم تردده في صفقة الغاز الكبيرة
ذكرت وكالة "بلومبرج" الأمريكية أن الرئيس الصيني شي جين بينج استغرق يومين من المحادثات في موسكو للوقوف بقوة مع روسيا ضد الولايات المتحدة، لكنه امتنع عن تقديم شيء كان يبحث عنه فلاديمير بوتين وهو الالتزام بشراء المزيد من الغاز.
وبحسب "بلومبرج"، شكلت زيارة شي انتصارًا سياسيًا لكلا الزعيمين. إذ رأى فيها شي فرصة للوقوف أمام الولايات المتحدة، وتعزيز صورته كرجل دولة عالمي بعد أن ساعد في التوسط في اتفاق بين السعودية وإيران، بينما تمكن بوتين من إظهار أنه يحظى بدعم أحد أقوى قادة العالم رغم محاولة الولايات المتحدة وحلفائها عزله.
تحقيق التوازن
مع ذلك، فإن عدم إحراز أي تقدم في أي من صفقات الطاقة الكبرى - أو في التفاصيل حول مجالات أخرى من التعاون الاقتصادي - أظهر بعض التردد من جانب الصين في أن تظهر بمظهر مقرّب جداً من روسيا. يريد شي تجنُّب مواجهة عقوبات اقتصادية أكثر صرامة يمكن أن تلحق الضرر بالاقتصاد الصيني، في حين يحافظ على دعم روسيا كشريك يمكنه التصدي للولايات المتحدة وحلفائها - وتوفير غطاء للدول التي لا تريد الانحياز لأحد الجانبين.
شددت إحدى البيانات المشتركة التي صدرت بعد المحادثات على أن العلاقات الصينية الروسية "ليست من نوع التحالف العسكري والسياسي الذي كان قائمًا خلال الحرب الباردة".
ووفقًا لـ"بلومبرج"، رسم هذا البيان حدوداً أكثر وضوحًا مقارنةً بالبيان المشترك المطوّل الذي صدر في العام الماضي، الذي أشاد بـ"الصداقة اللامحدودة" بين البلدين عندما زار بوتين بكين قبل أسابيع فقط من حرب أوكرانيا.
ونقلت الوكالة عن خبراء قولهم إن "خطة شي هي تحقيق توازن: تريد الصين بقاء روسيا، لكنها لا تريد أن يُنظر إليها على أنها تدعم روسيا بشكل كامل... المشكلة هي عندما تتطور الحرب، إذا أصبحت روسيا أكثر عوزاً واحتاجت إلى دعم اقتصادي وعسكري من الصين من أجل البقاء، ماذا ستفعل الصين؟.. سيتعين على الصين عندها اتخاذ خيار أكبر".