الأمم المتحدة: الأنشطة البشرية تسببت بأضرار للنظم البيئية
أفادت اللجنة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ التابعة للأمم المتحدة، في تقرير الاثنين، بأن الأنشطة البشرية غيرت كوكب الأرض بوتيرة ونطاق لا مثيل لهما في التاريخ المسجل؛ مما تسبب في أضرار لا رجعة فيها للمجتمعات والنظم البيئية.
وحذر كبار العلماء، في التقرير الأكثر تركيزًا الذي ينُشَر على الإطلاق حول تغير المناخ، من أن خطط العالم لمكافحة هذه التغييرات غير كافية وأنه يجب اتخاذ إجراءات أكثر لتجنب ارتفاع درجات الحرارة التي قد تشكل كارثة.
ورجح التقرير، حسبما نقلت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، أن يعجز العالم عن تحقيق هدفه المناخي الأكثر طموحًا – وهو الحد من ارتفاع درجة الحرارة إلى 1.5 درجة مئوية فوق درجات حرارة ما قبل الثورة الصناعة - في غضون عقد من الزمن؛ إذ بعد حدوث هذا التغيير، وجد العلماء أن الكوارث المناخية ستصبح شديدة لدرجة أن الناس لن يكونوا قادرين على التكيف.
ووفقًا للتقرير، ستتغيير المكونات الأساسية لنظام الأرض بشكل جذري وغير قابل للتراجع، بحيث يمكن أن تحصد موجات الحر والمجاعات والأمراض المعدية ملايين الأرواح الإضافية بحلول نهاية القرن الحالي.
ويجمع التقرير سنوات من الدراسات حول أسباب وعواقب ارتفاع درجات الحرارة؛ مما دفع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش إلى مطالبة الدول المتقدمة مثل الولايات المتحدة بضرورة إنهاء انبعاثات الكربون بحلول عام 2040 - قبل عقد من الزمن من بقية أنحاء العالم.
وأشار التقرير إلى أنه مع وجود عدد قليل من الدول على المسار الصحيح للوفاء بالتزاماتها المتعلقة بالمناخ ومع معاناة العالم النامي بالفعل بشكل غير متناسب من الكوارث المناخية، فإن الدول الغنية تتحمل مسؤولية التصرف بشكل أسرع من نظيراتها.
وقال رئيس الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ "هويسونج لي" إن التقرير يظهر أن البشرية وصلت إلى "لحظة حرجة في التاريخ".
ولفت التقرير إلى أن العالم يمتلك حاليا كل المعارف والأدوات والموارد المالية اللازمة لتحقيق أهدافه المناخية، ولكن بعد عقود من تجاهل التحذيرات العلمية وتأخير الجهود المناخية، فإن الوقت ينفذ وبسرعة.
ووصِف التقرير بأنه "دليل إرشادي لنزع فتيل القنبلة المناخية"، إذ أعلن أنطونيو جوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة عن أجندة لتسريع الإجراءات العالمية بشأن المناخ.
وقال جوتيريش إن الاقتصادات الناشئة، بما في ذلك الصين والهند - التي تخطط للوصول إلى صافي صفر في 2060 و 2070 على التوالي - يجب أن تسرع من جهود خفض الانبعاثات جنبًا إلى جنب مع الدول المتقدمة.
كما دعا الأمين العام للأمم المتحدة واللجنة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ العالم إلى التخلص التدريجي من الفحم والنفط والغاز، المسؤولة عن أكثر من ثلاثة أرباع انبعاثات غازات الاحتباس الحراري العالمية.