وول ستريت جورنال: الصين وجهت خطابا ”شديد اللهجة” لواشنطن بمؤتمر ميونيخ للأمن
ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية أن الصين استخدمت خطاباً شديد اللهجة وصعدت من نبرتها العدائية تجاه الولايات المتحدة في اليوم الثاني من فعاليات "مؤتمر ميونيخ للأمن"، وذلك في وقت تتراجع فيه العلاقات بين البلدين أكثر من أي وقت مضى.
وقالت الصحيفة إنه بينما يسعى الجانبان إلى محادثات ثنائية رفيعة المستوى لتصحيح المسار بعد أزمة المناطيد الأخيرة والنزاع التجاري، انتقد وانغ يي، كبير الدبلوماسيين الصينيين، الولايات المتحدة لما وصفه برد فعلها "الهستيري" على حادث المنطاد الصيني الذي ظل يحلق فوق الأراضي الأمريكية لعدة أيام في وقت سابق من الشهر الجاري.
وقال وانغ أمام الحاضرين في المؤتمر إن بكين ستحدد موقفها بشأن "حل سياسي محتمل للأزمة الأوكرانية" الأسبوع المقبل، الذي يتزامن مع الذكرى السنوية الأولى للحرب الروسية الأوكرانية. وفي تلميح بدا كأنه موجه للولايات المتحدة، قال وانغ: "نحن ضد الاستفادة من مصائب الآخرين".
وأضاف: "نحن ندعو إلى محادثات سلام"، مؤكدًا موقف الصين بأن الأزمة الأوكرانية لم تكن شيئًا تريد رؤيته، مشددًا: "نحن لا نجلس مكتوفي الأيدي، ولا نضيف الوقود إلى النار". كما وجه وانغ انتقاداً لاذعًا للولايات المتحدة لما وصفه بـ"سوء فهمها وسوء تقديرها الاستراتيجي" للصين.
وانتقد وانغ، وفقاً لتقرير الصحيفة، "قانون الرقائق والعلوم" الأمريكي للعام الماضي، الذي يخصص 52.7 مليار دولار لتصنيع أشباه الموصلات في محاولة لتقليل اعتماد أمريكا على الرقائق المصنوعة في الخارج. وقال وانغ إن القانون لا يعكس المنافسة العادلة ويتعارض مع مبادئ التجارة الحرة التي تتبناها الولايات المتحدة.
جاء ذلك بعدما التقى بلينكن بوانغ في وقت لاحق أمس في أول مشاركة مباشرة بين القوتين العظميين منذ حادث المنطاد. وأكدت المصادر أن إدارة بايدن تتطلع إلى استئناف الاتصالات الرفيعة المستوى مع الصين، وقالت إن بكين ترى في المحادثات مع واشنطن وسيلة لـ"قلب الطاولة" على أزمة المنطاد والانتقال إلى القضايا الملحة الأخرى.
ونقلت الصحيفة عن مصادر وصفتها بالمطلعة أن الاجتماع منح الدبلوماسيين الكبار من كلا البلدين فرصة لمناقشة القرار الأمريكي بشأن إسقاط ما وصفته واشنطن بمنطاد مراقبة صيني مشتبه به. وزعم بلينكن خلال اللقاء، وفقاً للصحيفة، أن بكين تدرس تقديم "مساعدات عسكرية فتاكة" لروسيا.
وأشارت الصحيفة إلى أن بلينكن لم يوضح مدى صحة المعلومات الاستخباراتية التي تقف وراء مزاعمه، لكنه صرح عقب اللقاء: "هناك معلومات إضافية نشاركها اليوم وأعتقد أنها ستكون متاحة قريبًا تشير إلى أنهم (الصينيين) يفكرون بقوة في تقديم مساعدة قاتلة لروسيا".