حفل غنائي بمعبد حتشبسوت بالأقصر يثير انتقادات في مصر
مع الاحترام الشديد لكل من رأى في حفل الفريق الغنائي في معبد حتشبسوت حدثا عظيما باعتباره نوع من الترويج السياحي لمصر إلا أن هناك بعدا آخر ينبغي أن نلتفت إليه وهو رأي علماء الآثار والمتخصصين الوطنيين والغيورين على الوطن، أوحتى على مفهوم "الاستدامة " الذي بات يُردد في كل وقت!، فإذا كان "الفلاش" الخاص بالكاميرا ممنوع في المقابر والمتاحف المصرية ولو لثانية واحدة بسبب ضررها على الأثر فماذا عن الإضاءة الحديثة التي استمرت لساعات و ماذا عن ضجيج الموسيقى؟!!! أيضا ماذا عن هيبة المعبد وقامة الملكة "حتشبسوت ؟!!! إسئلة طرحها المتخصصون والتفاصيل في تقريري في "موقع هدف"
كما يتمتع أثار العرض الموسيقي العالمي لفريق «أدراتيك»، الذي أقامته شركة «سيركل» العالمية، أول من أمس (الاثنين)، في معبد حتشبسوت بالأقصر (جنوب مصر)،
بحضور 3 آلاف شخص، جدلاً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي؛ ففي حين اعتبر البعض الحدث المقام تحت رعاية وزارة السياحة والآثار المصرية «وسيلة فعالة للترويج السياحي»، عده آخرون «شديد الضرر» بالمكان، ويتعارض مع «هيبته».
وكان الدكتور مصطفى وزيري، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، قد أوضح، في بيان صدر عن الوزارة، أن تنظيم مثل هذه الفعاليات العالمية في الأماكن الأثرية «يساهم في زيادة الحركة السياحية الوافدة إلى المقصد السياحي المصري». كما أشارت إيمان عبد الرحمن، مدير عام بهيئة التنشيط السياحي، في البيان، إلى أن هذا الحدث تم بثه على المنصات الرقمية للشركة المنظمة للحدث، التي «يبلغ عدد مشاهديها ومتابعيها ما يقرب من 60 مليون متابع على مستوى العالم».
لكن من جهة أخرى قال دكتور يوسف خليفة رئيس قطاع الآثار المصرية الأسبق إنني وأي غيورعلى وطنه مع الدعاية الهادفة لتنشيط السياحة؛ ولكن أن نقيم حفلاً بهذا الشكل وهذه الضخامة وتلك التفاصيل ويكون فيه هذا الصخب العالي والأضواء المبهرة بالليزرفهو شيء مرفوض تماما ًوضد مصلحة الأثر ومستقبله " . وأوضح:" سيؤثر الحفل بالضرورة على المكان الأثري؛ خاصة أن الدير البحري "معبد حتشبسوت" منحوت بالكامل في صخر الجبل، وهوشيء فريدة نوعها للغاية، وليس له مثيل في أي مكان بالعالم" وتابع "ومن المفترض أنه مثلما حافظ أجدادنا على هذه الآثار، أن نحافظ عليها كذلك، ونسلمها للأحفاد وللعالم كله بنفس جمالها وعظمتها؛ فهو تراث إنساني في الأساس" مضيفاً" وللمكان قدسية كبيرة؛ فهو معبد ويرتبط باسم ملكة حكمت مصر للعديد من السنوات، وتمثل شخصية عظيمة لها مكانتها الكبيرة في العالم القديم، وقد لاتضاهيها أي ملكة أخرى، فكيف في ضوء ذلك كله أن نسمح بهذا "التهريج" وهذا الصخب العالي في مكان له خصوصيته". وقال أستاذ الآثار والحضارة المصرية القديمة:"إن الموسيقى والإضاءة قد تؤثر على البناء والنقوش، وإلا لماذا تمنع مصر التصوير في أماكن محددة في بعض متاحفها ومقابرها ؟!، ذلك أن "فلاش الكاميرا" يؤثر سلباً عليها " موضحاً:" فمابالنا إن الإضاءة التي شهدها هذا الحفل استخدمت تقنيات حديثة وليزر ولأوقات طويلة، وليست مجرد الثواني التي يستغرقها "الفلاش" لافتاً:" إن اهتزازات ضجيج الموسيقى والرقص في منطقة البرالغربي المليء بمقابر بعضها اُكتشف وبعضها لم يُكتشف بعد الناحية العلمية سيضر بالطبقة الخارجية للأحجار، وعلى نقوش الدير، إن لم يكن الآن فسيكون ذلك على المدى البعيد سيما في حالة تكراره". واقترح:" في حالة الرغبة في إقامة مثل هذه الفعاليات التي لاخلاف على أهميتها من حيث المبدأ فإنه من الممكن إقامتها في أمكنة أخرى، سيما أن مصرتزخر بالمعالم السياحية والأثرية التي قد يتناسب بعضها معها، مثل المسرح اليوناني الروماني في الإسكندرية (شمال مصر)؛ وقلعة صلاح الدين الأيوبي بالقاهرة، التي تم إنشاء أماكن مخصصة ومجهزة بها لإقامة مثل هذه المهرجانات، وحتى في حالة الرغبة في إقامة احتفالات مماثلة بالأقصر نفسها فكان من الممكن إقامته على شاطيء النيل بها، وتكون الخلفية هي البرالغربي والديرالبحري وليس في قلب هذه الأماكن أو أمامها مكان". وتابع:" لكن بشكل عام من غيرالمعقول أوالمقبول أن تتحول المعابد والمعالم الأثرية المصرية إلى "صالات ديسكو" أوساحات رقص؛ فماشهده الحفل من بعض التصرفات والسلوكيات من جانب السياح لايصح أن تجرى فيها، إذ ينبغي وضع شروط صارمة لمثل هذه الحفلات".
وقال خبير السياحة مجدي صادق عضوغرفة شركات ووكالات السفروالسياحة ل موقع "هدف"أرحب بالحفل؛ فلايمكن التقليل من أهميته وقد جاء نحو 3 آلاف سائح مع الفرقة وتابعه الملايين حول العالم حيث الإبهار بالحضارة والتاريخ والموسيقى والأضواء، ووصلت الإشغالات إلى نسبة 100% لأول مرة منذ عام 2010 "؛ مؤكداً:"علينا أن نشجع على إقامة مثل هذه الاحتفالات، لكن بالرغم من ذلك أناشد وزارة السياحة والآثار الأمين العام المختص بالآثار مصطفى وزيري الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار في مصر بإصدار بيان رسمي يوضح فيه الأمر، ويفند مخاوف الناس ليطمئن الجميع، على أن يتضمن البيان آراء الخبراء و المسئولين والكشف عن الدراسة التي على أساسها تمت الموافقة على إقامة الحفل؛ فمن الطبيعي أن يخاف المصريون على تاريخهم وآثارهم " مشيراً إلى أنه هناك العديد من الاحتفالات الأخرى التي يمكن أن تعمل على الدعاية للسياحة ومنها احتفالات مرتبطة بالحضارة المصرية القديمة نفسها مثل احتفال" الأوبت". حفل غنائي بمعبد حتشبسوت بالأقصر يثير انتقادات في مصر