مظاهر احتفالات رؤية هلال رمضان في عهدي محمد علي والملك فاروق الأول
يعرض متحف المركبات الملكية فانوسان من المعدن والبلور للإنارة، محفور على زجاجه الحروف الأولى للوالي محمد سعيد باشا (١٨٥٤ _ ١٨٦٣م) بقاعة الاستقبال.
وظلت الطقوس الدينية المتعلقة بشهر رمضان في عهد أسرة محمد علي لها مذاق خاص، فهي الأكثر زخمًا فيما يتعلق بمظاهر الاحتفال بشهر رمضان المبارك بين حكام أفراد الأسرة العلوية.
طقوس رؤية هلال شهر رمضان في عهد محمد علي
وكان في عهد محمد علي باشا (١٨٠٥_١٨٤٨م) بعد أن يصل الخبر اليقين لرؤية القمر (الهلال) إلى محكمة القاضي، ينقسم الجنود والمحتشدون فرقًا عديدة، ويعود فريق منهم إلى القلعة بينما تطوف الفرق الأخرى في أحياء مختلفة في المدينة ويهتفون (يا أتباع أفضل خلق الله! صوموا، صوموا)، وفي حالة إذا لم يروا القمر في تلك الليلة، يصيح المنادي (غدًا شعبان، لا صيام، لا صيام)، ويمضي المصريون وقتًا كبيرًا في تلك الليلة يأكلون ويشربون، وترتسم البهجة على وجوههم، وتُعلق المصابيح عند مداخل المآذن وأعلاها.
Advertisements
مظاهر الاحتفال بهلال رمضان في عهد الملك فاروق الأول
كما بدت مظاهر الاحتفال بشكل كبير في عهد الملك فاروق الأول (١٩٣٦_١٩٥٢م)، فبمجرد ثبوت رؤية هلال شهر رمضان الكريم فتزدحم الشوارع والأماكن العامة حيث يخرج المصريون يبحثون عن أقرب جهاز راديو في المقاهي والأماكن العامة لسماع خطبة الملك فاروق والتي كان يهنئ من خلالها الشعب المصري بحلول شهر رمضان الكريم، فيسود الصمت في الشوارع، حتى ينتهي الملك من إلقاء كلمته، فتتعالى الهتافات في كل الأنحاء ويتبادل المصريون التهنئة فيما بينهم في أجواء تملأها البهجة.
إذاعة القرآن الكريم في القصور الملكية
وكانت القصور الملكية طوال شهر رمضان تستخدم مكبرات الصوت لإذاعة القرآن الكريم وتقام السرادقات في الميادين الكبيرة والمتنزهات لتلاوة آيات الذكر الحكيم والتواشيح الدينية، خاصة في ميدان قصر عابدين الذي كان يتلألأ بالأنوار الكثيرة احتفالًا بشهر رمضان الكريم وتضاء الشوارع بالفوانيس.
و