إنها مصر
حرب على حساب أمريكا!
لماذا تنهار مبانى السكان فى غزة بفعل الغارات الإسرائيلية مثل الرمال التى تجرفها أمواج الشاطئ؟، حتى العمارات التى تنجو من الانهيار تتصدع بشكل كبير تجعل عملية إزالة الأنقاض أكثر كلفة من البناء من جديد.
لست متخصصاً فى الناحية العسكرية، ولكن بعد البحث والاطلاع، تأكدت أن الولايات المتحدة فتحت خزائنها لأحدث الأسلحة فى العالم التى لم يستخدمها الجيش الأمريكى نفسه، وبمليارات الدولارات.. إسرائيل تحارب من جيب أمريكا.
قرأت مثلاً عن القنبلة «اسبيس 2000»، وتصيب أهدافها على مدى يتراوح بين 60 و100 كيلومتر، ويتم تزويدها ببيانات عن الهدف، فتصيبه بدقة وتستطيع أن تغير مسارها إذا كان هدفاً متحركاً، ومزودة بـ «جى . بى . إس» ووزنها يقترب من 900 كيلو جرام.
بجانب القنابل الخارقة للتحصينات التى تدك الخرسانة قبل أن تنفجر، والقنابل الموجهة وذات الرؤوس الحربية وزنها ألفا رطل، والقنابل الموجهة الذكية، واستطاعت إحداها أن تسوى مبنى سكنياً فى جباليا بالأرض.
وحصلت إسرائيل على آلاف الصواريخ للأنفاق والموجهة بالليزر، بجانب نظام متكامل لمضخات المياه العملاقة لإغراق الأنفاق، والطائرات والدبابات والصواريخ والمدافع والسيارات المصفحة، وأسلحة أخرى تدخل فى نطاق السرية ولم يتم الكشف عنها.
ويبدو أن إسرائيل وأمريكا وبريطانيا يعتبرون الحرب «بروفة» تجريبية للجيل القادم من الأسلحة المذهلة، باستخدام الثورة التكنولوجية والذكاء الاصطناعى.. حتى لو كان الثمن سقوط آلاف المدنيين ضحايا للوحشية، أكثرهم من النساء والأطفال.
كارثة يندى لها الجبين وتفوق أكثر الحروب الوحشية فى التاريخ، وجسور جوية للمنطقة ليس لنقل المساعدات الإنسانية لإنقاذ المدنيين، ولكن آلاف الأطنان من القنابل والمتفجرات، لقتل مزيد من المدنيين، مصحوبة بعبارات إنشائية من قادة وزعماء الغرب بالحفاظ على حياة المدنيين فى غزة.
كيف؟
أسلحة الدمار الشامل لا تفرق بين طفل صغير ومقاتل من حماس، ولا تعرف التمييز بين البشر فتختار هذا وتترك ذاك، ومشاهد الأطفال المبتورة أيديهم وأرجلهم وملامحهم تنطق بالخوف والرعب والفزع، تجعلنا نطرح السؤال: متى ينتهى هذا الكابوس المخيف؟
جاءوا جميعاً إلى غزة من أجل القضاء على حماس، ومعهم قوائم الاغتيالات المستهدفة، وخطط شيطانية لتدمير غزة بالكامل وجعل الحياة مستحيلة، وإجبار سكانها على التهجير وترك منازلهم، وحتى لو عادوا إليها فسوف تستغرق عشرات السنين لإعادة تأهيلها من جديد.
وبين الظلام الدامس والأحزان الكبيرة، تحاول مصر أن تصل إلى نقطة ضوء.
ولا سبيل إلا بالعودة إلى حل الدولتين، ووضع ضمانات مشددة لحماية الشعب الفلسطينى، وضمان الأمن لإسرائيل حتى لا تجد حججاً للعدوان من جديد، والبداية هى وقف المجزرة والتهدئة والغوص لجذور المشكلة.