كيف ستؤثر رئاسة ترامب على الاقتصاد العالمي؟
ينتظر العالم بحالة من الترقب تولي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رئاسة البيت الأبيض بشكل رسمي، حيث من المتوقع أن تشهد فترة رئاسته الثانية الكثير من القرارات الجريئة، والتي سبق وعد بها أثناء فترة حملته الانتخابية؛ والتي سوف يكون لها بالغ الأثر على العالم كله وليس الولايات المتحدة فقط.
تعتبر القرارات الإقتصادية المنتظرة لترامب هي أكثر ما يقلق العالم كله، وخصوصاً أن الرئيس الأمريكي المنتخب سبق له إتخاذ الكثير من القرارات الاقتصادية الجريئة في فترة ولايته الأولى، والتي كان لها بالغ الأثر على العالم كله.
أبرز القرارات الاقتصادية المنتظرة وتأثيرها على العالم
يعتبر أول وأهم القرارات المنتظرة من الرئيس الأمريكي الجديد ترامب هو فرض رسوم جديدة على جميع الواردات القادمة من الولايات المتحدة. فقد وعد الرئيس الأمريكي بفرض ضريبة تقدر بحوالي 10-20% على جميع الواردات من كل أنحاء العالم، وفرض حوالي 60% على جميع الواردات من الصين في خطوة متهورة بمقدورها أن تشغل حرب اقتصادية شاملة بين البلدين. فمن المتوقع أن ترد الصين على قرارات أمريكا بالمثل، مما سوف يضع الاقتصاد العالمي كله في ورطة كبيرة. فلم يعفي ترامب حتى دول الجوار مثل كندا والمكسيك من تلك الرسوم، بل على العكس فأنه توعد المصانع الموجودة في المكسيك والتي تهدف لتصدير المنتجات للولايات المتحدة برسوم جمركية مرتفعة للغاية. فهو يهدف في النهاية لزيادة الإنتاج المحلي والاستغناء عن استيراد الكثير من المنتجات أو تقليلها على أقل تقدير.
أما ثاني القرارات الكبيرة التي ينوي الرئيس الأمريكي إتخاذها هو قرار بترحيل ملايين من المهاجرين الغير شرعيين، بحجة أنهم ينافسون الأمريكين على فرص العمل وأماكن السكن. فهناك خطة لترحيل حوالي 20 مليون شخص عند تولي ترامب الرئاسة الأمريكية، وهو أمر سوف يكون له بالغ الأثر على الأفراد والبلاد. الجدير بالذكر أن الولايات المتحدة نفسها سوف تخسر في حال تنفيذ هذا القرار عماله رخيصه تعمل في الكثير من المجالات الصعبة مثل الزراعة، مما سوف يضعف الإنتاج الأمريكي في أكثر من مجال. كما ستخسر أمريكا مدفوعات هؤلاء الأفراد لصندوق التضامن الإجتماعي.
لقد وعد ترامب بتخفيض نسبة الضرائب على الشركات لتكون 15% بدلاً من 21%. فهو يهدف من هذه الخطوة لزيادة الإنتاج، وزيادة فرص العمل، ونمو شامل للاقتصاد الأمريكي من خلال الشركات الأمريكية. فمن المعروف عن ترامب أنه رجل أعمال كبير، يهتم بالاستثمار وبناء الشركات، فهو يشجع كل الأنشطة التي تجلب كبرى رؤوس الأموال بما في ذلك ألعاب القمار والترفيه سواء أون لاين كما هي على arabic-casinos.org أو الكازينوهات الموجودة في لاس فيجاس وغيرها من الأماكن في الولايات المتحدة. فنوعية هذه القرارات هي من ساهم في حصول ترامب على أصوات الناخبين الأمريكيين، الذين يأملون في تحسين أوضاع المعيشة الخاصة بهم. على الجانب الأخر توعد ترامب الفيدرالي الأمريكي، والذي عبر في أكثر من مناسبة عن عدم رضاه عن سياسته في السنوات الأخيرة. يسعى ترامب للتأثير على الفيدرالي الأمريكي وتخفيض سعر الفائدة الأمريكي، وذلك بهدف زيادة الإنتاجيه الأمريكية وتشجيع الاستثمار وسرعة دوران رؤوس الأموال.
هناك توقع كبير من قبل خبراء اقتصاديين أمريكين بأن الطريقة التي ينوي بها ترامب إدارة الإقتصاد في البلاد سوف تقود الولايات المتحدة إلى ارتفاع كبير في التضخم. فالأبحاث التي قام بها الخبراء أكدت أن التضخم سوف يرتفع بحوالي 1-2% على أقل تقدير. فهذا الأمر لن يؤثر على الولايات المتحدة وحسب، وإنما سيؤثر بشكل سلبي على الاقتصاد العالمي كله. ففي هذه الحالة قد يلجأ الفيدرالي الأمريكي برفع سعر الفائدة لأرقام غير مسبوقة، مما سوف يجعل الدول النامية تعاني بصورة كبيرة جداً بسبب ارتفاع فوائد الديون، مما سيدخل تلك الدول في دوامة من الديون لا تنتهي.
ينوي الرئيس الأمريكي ضخ مبالغ كبيرة في تطوير البنية التحتية للولايات المتحدة بشكل عام. فهناك خطة إنفاق بحوالي 200 مليار دولار أمريكي للبنية التحتية فقط، حيث سبق لترامب في ولايته الأولى تطوير البنية التحتية للولايات المتحدة؛ وهو أحد أسباب حصول ترامب على أصوات الكثير من الأمريكيين في الإنتخابات الأخيرة.
لماذا انتخب الأمريكيين ترامب
بصورة عامة تبدو مخاطر تولي الرئيس دونالد ترامب على الإقتصاد العالمي كبيرة، حيث تعتبر النقاط السلبية أكثر من النقاط الإيجابية حول توليه الرئاسة. ففي هذه الحالة لماذا قام الناخبين الأمريكيين من انتخابه بالرغم من كل هذا؟
في الواقع، يدرك الكثير من الأمريكين أن ترامب متعصب بشدة للولايات المتحدة وشعبها، فهو لا يهمه إقتصاد العالم بشكل عام فهو دائماً ما يتحدث عن الولايات المتحدة وشعبها واقتصادها دون النظر لأي أمور أخرى في العالم. فالشعب الأمريكي يحب فكرة إهتمام الرئيس بهم، ومدى تأثير سياسات الرئيس الأمريكي بصورة مباشرة على مستوى معيشتهم. فهم لا يهمهم الأرقام العالمية بل وحتى أرقام الولايات المتحدة في كافة مجالات الاقتصاد، بقدر ما يهمهم أن يحصلوا على مستوى معيشي جيد، بداية من منزل للايجار والشراء، مروراً بفرص العمل، ومنتجات رخيصة الزمن، وغيرها من الأمور المعيشية. لهذا تمكن ترامب من اكتساح هاريس في الإنتخابات الأمريكية الأخيرة، بعكس استطلاعات الرأي والتي توقعت منافسة قوية بينها وبين ترامب على مقعد الرئيس الأربعة سنوات القادمة.