معادلة حزب الله!
يدير حزب الله معركته مع العدو وفق معادلات معروفة وثابتة وصارمة.. أولها أن لـ"كل فعل رد فعل".. أي جندي يقابله جندي أو أكثر.. ومهاجمة موقع يقابله مهاجمة موقع.. بشرط أن يكون ذلك في إطار الحدود ومناوشاتها أو في مزارع شبعة التي تعتبر أرضا لبنانية محتلة، وبالتالي يمتلك الحزب المبرر القانوني للاشتباك فيها..
ولكن حزب الله له أيضًا قاعدة مهمة في إدارة الصراع وهي وحدة الساحات بمعنى أن كل الفصائل تعمل معًا ضد العدو وفقا لسير المواجهة.. وهنا يبرز السؤال: هل سيترك حزب الله إقتحام الجيش الإسرائيلي لقطاع غزة دون تدخل متجاوزًا عن المبدأ السابق؟!
Advertisements
هنا يقف حزب الله بين نارين واختيارين كلاهما علقم.. فعدم التدخل يخدش صورة الحزب لدى أنصاره وجمهوره.. والتدخل سيدفع لبنان كله ثمنه! وتكبيد لبنان خسائر كبيرة منهج إسرائيلي معروف في الرد على هجمات حزب الله تشكل عند دولة الاحتلال قاعدة من قواعد التعامل مع الجبهة الشمالية!
وبالتالي سيتم تدمير -مع عدو لا سقف لجرائمه- محطات كهرباء ومياه وجسور وغيرها من المناطق المدنية والسكانية في وقت يعاني لبنان أصلًا أشد المعاناة!
ومن الزاوية الإسرائيلية يحتاج كيان العدو التخلص من هذا الكابوس الذي يحد من حركتها ضد إيران. فرغم قوة حزب الله الكبيرة وتسليحه الجيد ومهارة قواته الخاصة لكنه تطور جدًا السنوات الماضية تسليحًا وتدريبًا وبالتالي يقدر على أوجاع إسرائيل جدًا في وقت لا تحتاج فيه إلى مزيد من الجراح بعدما جرى السبت الماضي!
وسط كل هذه المعادلات والتشابكات يتطلع الكثيرون إلى ما يجري على الحدود بين لبنان والأرض المحتلة وخاصة أن اشتباك حزب الله هو في ذاته ضوء أخضر للحوثيين للتحرك وقد يهددون المصالح الأمريكية والغربية فيما يستطيعون الوصول إليه من مدخل البحر الأحمر إلى دوائر أوسع!
وسط كل ذلك تسابق مصر الزمن لإدخال المساعدات ونقل الجرحى إلى أراضيها وهو المنتظر أن يتحقق وتنجح فيه خلال الساعات القادمة.. ووسط كل ذلك نبقى مع الجميع.. نراقب ونتابع وأيضا ندعو بالنصر لأشقائنا على عدو لا مثيل له في الدموية ولا في الجبن والخسة وأثناء ذلك يظل السؤال: هل العدوان البري هو ساعة الصفر لتحرك حزب الله؟ أم أن التهديد بالتدخل قد يمنع ذلك؟!