عيد الفلاح.. يوم ردت الأرض لأصحابها!
صادر محمد علي كل أراضي مصر وصارت ملكه وحده وشعبنا يعمل عنده.. هبطت كل هذه الملكية الهائلة إلى أولاده وأحفاده من بعده.. لكن كانت المساحة أكبر من القدرة حتى على استيعابها لذا كانت جزءًا من مجاملات هذه الأسرة مع محاسيبها وموظفي قصورها.
فقطعوا مساحات كبيرة منها صارت ملكًا خالصًا لهم فصاروا أغنياء ومن كبار ملاك الأراضي وتحولوا إلي إقطاعيين خاصة بعد اقتطاع عدد ممن خانوا البطل أحمد عرابي وساندوا الخديوي توفيق.. ونفوا البطل وصادروا ممتلكاته بل وممتلكات عائلته!
Advertisements
مرت السنوات وتتحرر مصر على يد أبناء جيشها العظيم في يوليو 1952 ويكون أول قراراتها إعادة ممتلكات أحمد عرابي إلى ورثته ومعها كل أراضي عائلته، ثم قبل مرور أربعين يومًا على قيام الثورة صدر قانون الإصلاح الزراعي، وقد اختار له جمال عبد الناصر موعد الوقفة التاريخية لعرابي أمام الخديوي والتي بعدها ذهبت الأمور إلى الثورة العرابية!
أعادت الثورة أرض الفلاحين إليهم.. واطمأنوا على أن لهم نصيبًا في ثروة وطنهم وأن طريق الصعود الاجتماعي متاح لأبنائهم بمبدأ تكافؤ الفرص، فصاروا بالفعل بتفوقهم وحسن سمعتهم قضاة وضباطًا في الجيش والشرطة وسفراء ووزراء!
من أخذت منهم الأرض يزورون التاريخ ومعهم خدمهم وحشمهم.. لكن من أنصفتهم الثورة عليهم أن يعرفوا تاريخهم الصحيح وأن يدافعوا عن مكاسبهم وينتبهوا لأسباب تشويه القانون وكل ما يقال عنه من تفتيت الأرض وغيره غير صحيح.
خاصة أن نظام الدورة الزراعية كان قائمًا وكان يمنع التفتيت ويرعى زراعة المساحات الكبيرة وألغي في السبعينيات.. كما أن أجيال من تسلموا الأرض كانوا على قيد الحياة.. المدهش أن من يهاجمون يتركون البناء على ملايين الأفدنة وتدمير الأرض الزراعية فعليًّا ولا يرون إلا القانون العامل الذي ضبط الخلل الاجتماعي في بلادنا!
عاش الفلاح المصري.. نبع الخير من أرضنا الطيبة.. وكل عام وأهل الريف المصري كله بخير!