وكيل صناعة الشيوخ: منطقة التجارة الحرة الإفريقية ستحقق مكاسب اقتصادية
أعلن المهندس محمد المنزلاوي، وكيل لجنة الصناعة والتجارة والمشروعات الصغيرة والمتوسطة والمتناهية الصغر بمجلس الشيوخ، اتفاقه التام على التحليل الجديد الذي أصدره مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، والذي أكد فيه أن مصر استطاعت خلال بضع سنوات أن تخطو خطوات واسعة نحو دعم تنمية القارة الإفريقية، انطلاقًا من إيمان راسخ بأن تلك التنمية لا تتحقق إلا عبر التكامل الإفريقي.
وقال "المنزلاوي" في بيان له أصدره اليوم، إن القرار الرئاسي رقم 212 لسنة 2023، بشأن الموافقة على نشر قوائم التخفيضات الجمركية والملاحق الخاصة باتفاقية التجارة الحرة القارية الإفريقية (AFCFTA) يعد ذلك التزامًا سياسيًا بتنفيذ مواد الاتفاقية التي تقضي بإعداد جداول التخفيضات الجمركية، موضحًا أن ما يميز القرار المصري أنه جاء منسجمًا مع اختيار الاتحاد الأفريقي خلال قمته في مارس الماضي لعام 2023 ليكون عام منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية وتسريع تنفيذها، وذلك بهدف تفعيل الالتزام السياسي نحو تفعيل منطقة التجارة الحرة، بما يصب في صالح تعزيز العلاقات الاقتصادية الدولية والتكامل الأفريقي وتعزيز القدرة التنافسية والتنمية المستدامة لكامل دول القارة.
وأشار المهندس محمد المنزلاوي إلى أن وجود منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية سيحقق مكاسب اقتصادية وصناعية كبيرة لدول القارة السمراء، ويجعلها قادرة على تحقيق التكامل الاقتصادي الإفريقي، بل وقدرتها على تشكيل أكبر منطقة تجارة حرة في العالم من حيث حجم السوق، عبر تخفيض التعريفات الجمركية على 90% من البضائع المتداولة بين دول المنطقة، حتى يتم إلغاؤها في غضون 5 سنوات بالنسبة للبلدان غير الأقل نموًا، و10 سنوات لأقل البلدان نموًا، وتقليل الحواجز أمام التجارة في الخدمات، وذلك تنفيذًا لاتفاقية أبوجا التي بمقتضاها يتم إنشاء منطقة التجارة الحرة القارية كخطوة في طريق إنشاء الجماعة الاقتصادية الإفريقية بحلول عام 2028، وبالتالي تمهيد الطريق لتعزيز التجارة البينية، والوصول إلى حلم التكامل الاقتصادي الذي يعزز القدرة التنافسية للقارة، من خلال استغلال الفرص وإعادة تخصيص الموارد بشكل أفضل.
وأعلن المهندس محمد المنزلاوي اتفاقه مع ما جاء بالتقرير من أنه على الرغم من ضخامة موارد القارة الإفريقية وكبر عدد دولها، إلا أنها تتسم بتدني مستوى التجارة البينية بين دولها، الذي وصل معدله إلى أقل من 18%، مقارنة بوصول معدل التجارة البينية إلى نحو 50% و70% بين الدول الآسيوية والأوروبية على التوالي، معربًا عن ثقته التامة في قدرة منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية على زيادة مستوى التجارة القارية إلى نحو 25% في غضون عقد من الزمن.
وأكد المهندس محمد المنزلاوي أن إنشاء منطقة التجارة الحرة القارية سوف يتيح مجموعة واسعة من الفرص أمام الدول الإفريقية، يأتي في مقدمتها دمج جميع الدول الإفريقية في سوق تجارية واحدة تضم 1.3 مليار نسمة بإجمالي ناتج محلي يبلغ 3.4 تريليون دولار، بجانب دفع القارة نحو تحقيق طموحها للتكامل الاقتصادي، مشيراً إلى أن منطقة التجارة الحرة القارية سوف تساهم في خلق فرص عمل جديدة تقدر بنحو 18 مليون وظيفة جديدة، مع انتقال 2.5% من العمال في القارة إلى صناعات جديدة وخروج نحو 50 مليون شخص من دائرة الفقر المدقع، إضافة إلى تحفيز التصنيع وهيكل الإنتاج وبالتالي زيادة صادرات القارة، وخاصة المصنعة، لا سيما المنسوجات والملابس الجاهزة، والكيماويات، والصناعات الغذائية؛ حيث يتوقع وصولها إلى 32% بحلول عام 2035، مع نمو الصادرات البينية بنسبة 109%، وذلك مدفوعًا بالتأثير الإيجابي لمنطقة التجارة على جذب الاستثمارات المباشرة للقارة، بجانب تعزيز الصادرات من القطاعات الخدمية، لاسيما في أنشطة النقل والسفر والاتصالات والضيافة.