أشهر الاغتيالات لأصحاب القلم فى ذكرى رحيل غسان كنفانى
تستهدف نيران الاغتيالات أصحاب القلم لأسباب عدة منها كتاباتهم التى تزعج القوى الظلامية أو نشاطاتهم التى تحرك ضغينة الأعداء الإقليميين أو القوى المتعاونة معها، وهنا نتوقف مع ذكر أشهر محاولات استهداف الكتاب والمفكرين.
يوسف السباعى
تعرض يوسف السباعى للاغتيال فى قبرص عام 1978 أثناء مشاركته فى مؤتمر التضامن الأفروآسيوى السادس.
وكان الأديب الراحل يتولى منصب وزير الثقافة آنذاك، ومنذ عام 1973، وبحكم منصبه سافر إلى دولة قبرص، لحضور مؤتمر آسيوي أفريقي، وصل يوسف السباعى إلى العاصمة القبرصية نيقوسيا على رأس الوفد المصرى المشارك، فبينما كان ينزل من غرفته بالفندق، صباح يوم السبت 18 فبراير 1978، متجهًا إلى قاعة المؤتمرات بالمكان ذاته، وقف يطلع على بعض الصحف الصادرة صباح ذلك اليوم، لم يعرف "السباعى" أن هذه الصحف ستكون آخر ما يقرأ فى حياته، حيث فؤجى رواد الفندق، بقيام شخصين بإطلاق النار على السباعى، أصيب بعدد 3 طلقات منها، فارق الحياة على إثرها.
غسان كنفانى
تم استهداف غسان كنفانى من قبل الموساد الإسرائيلى فى بيروت فى 8 يوليو من عام 1972، حيث قامت مجموعة من عملاء الموساد تحت جنح الظلام، بزرع عبوات متفجرة فى سيارة غسان كنفانى، وكانت فى جراج منزله فى منطقة مار نقولا ببيروت الشرقية، وحين استقل كنفانى السيارة فى صباح اليوم التالى لزرع العبوة وأدار المحرك وكانت معه بنت شقيقته لميس انفجرت السيارة.
أصدر غسان كنفاني حتى تاريخ وفاته ثمانية عشر كتاباً، وكتب مئات المقالات والدراسات في الثقافة والسياسة وكفاح الشعب الفلسطيني. في أعقاب اغتياله تمّت إعادة نشر جميع مؤلفاته بالعربية، في طبعات عديدة وجمعت رواياته وقصصه القصيرة ومسرحياته ومقالاته ونشرت في أربعة مجلدات وتُرجمت معظم أعمال غسان الأدبية إلى سبع عشرة لغة ونُشرت في أكثر من 20 بلداً، وتحول بعضها في أعمال مسرحية وبرامج إذاعية في بلدان عربية وأجنبية عدة، وما زالت أعماله الأدبية التي كتبها بين عامي 1956 و1972 تحظى اليوم بأهمية متزايدة.
فرج فودة
بدأت فصول اغتيال فرج فودة الأولى بعد مشاركته فى مناظرة معرض القاهرة الدولى للكتاب فى 7 يناير 1992 تحت عنوان: مصر بين الدولة الدينية والدولة المدنية، وكان فرج فودة ضمن أنصار الدولة المدنية مع الدكتور محمد أحمد خلف الله، بينما على جلس الجانب المقابل الشيخ محمد الغزالى، والمستشار مأمون الهضيبى مرشد الإخوان آنذاك، والدكتور محمد عمارة، وحضر المناظرة نحو 20 ألف شخص.
وبعد تلك المناظرة حضر فودة، مناظرة أخرى فى نقابة المهندسين فى 27 يناير حضرها 4 آلاف شخص، ونظمتها اللجنة الثقافية بنقابة المهندسين بالإسكندرية، حملت عنوان "مصر بين الدولة المدنية والدولة الدينية"، وشارك فى هذه المناظرة، الدكتور فؤاد زكريا، رئيس قسم الفلسفة بجامعة عين شمس، والدكتور فرج فودة، ومن جانب التيارات الدينية الدكتور محمد عمارة، عضو مجلس الحقوق بالمجلس الأعلى للشئون الإسلامية، والدكتور محمد سليم العوا أستاذ القانون المقارن.
وكانت آراء "فودة" فى المناظرتين حول الدولة المدنية والدولة الدينية سببا فى إصدار فقهاء التطرف فتاوى بقتله، هو ما حدث فى 8 يونيو 1992 قبيل أيام من عيد الأضحى، حيث انتظره شابان من الجماعة الإسلامية، هما أشرف سعيد إبراهيم وعبد الشافى أحمد رمضان، وأطلقا عليه الرصاص.