منشورات المتوسط تصدر ”الفلسفة المتعالية” لفريدريش شليغل في أول ترجمة عربية
صدر حديثًا عن "منشورات المتوسط-إيطاليا"، كتاب الفيلسوف الألماني فريدريش شليغل "الفلسفة المتعالية"، في 224 صفحة من القطع الوسط، والذي ترجمه إلى العربية عن الألمانية المترجم يوسف أشلحي، في أول ترجمة إلى العربية لهذا الفيلسوف والناقد الألماني الكبير والشاعر الذي يعتبر من أبرز المنظرين للرومانسيين الأوائل.
بناء نسق فلسفي
وجاء في تقديم الكتاب: ليس من المبالغة القول إن كتاب "الفلسفة المتعالية" (الترستندالية) هذا، والذي حمل صيغة دروس ألقاها فريدريش شليغل في جامعة يينّا خلال 1800-1801، يتنزَّل منزلة الأساس في مجمل ما خطَّه شليغل من أعمال فلسفية؛ ففيه زبدة تصوُّره الفلسفي، وفي طيَّاته يعرِض لملامح نَسَقه الفلسفي، بشكل يُفصِح بصريح العبارة أننا أمام عزم فلسفي مقبل على بناء نَسَق فلسفي، يجاري به كبريات الأنساق الفلسفية التي سبقتْهُ بقليل مثل (فيشته) أو تزامنت معه مثل (شلينغ) أو أتت بعده مباشرة (هيجل). فالعصر حينئذ، كما هو معلوم، هو عصر التسابق نحو تشييد أنساق فلسفية، وهي الأنساق التي ذاع صيتها مع فيشته وشلينغ وهيجل.
من الكتاب
ومما جاء في الكتاب:الكلُّ في الواحد، والواحد هو عَيْن الكلِّ. وهذا ما يعبِّر عن مبدأ كلِّ الأفكار، ويعكس فكرة كلِّ المبادئ. اهتدينا إلى هذه النظرية، بعد أن تجرَّدنا من كلِّ ما يقع على طرف مقابل للمُطلَق. ولذلك اكتفينا بتعيين اللامتناهي على نحو ما هو عليه، وفي الوقت نفسه، نحوز وعياً باللامتناهي؛ ومن هنا تنجم الفلسفة كلُّها.
نحن بحاجة إلى إلقاء نظرة فاحصة على الظاهرة. إذا نحن تجرَّدنا من المعرفة والإرادة التي تخصُّ الإنسان، وعلينا فعل ذلك، لأننا نبحث أوَّلاً عن معرفة تخصُّه، سنجد شيئاً آخر، يتمثَّل في المشاعر والنوازع. نريد أن نرى، إذا كان بالإمكان هاهنا أن نلفي شيئاً متماثِلاً مع الوعي اللامتناهي. أَلَا نكون بهذا نعاين في المقام الأوَّل المشاعر؟
لنُفكِّر جمعياً على نحو أبعد في المشاعر الفردية المتنوِّعة كلِّها التي تُسهم في إحداث تغيُّرات في الحياة البشرية. سنجد كلَّ ما تبقَّى من شعور، هو الشعور بالجليل، ولَعَمْري إننا في هذا الأمر لَنَعْثر على المماثلة مع الوعي اللامتناهي.
المؤلف فريدريش شليغل
وفيما يخص المؤلف فهو فريدريش شليغل، و هو فيلسوف وشاعر وناقد ألماني. ولد عام 1772 في مدينة هانوفر. درس فريدريش شليغل منذ عام 1793 الحقوق واللغات القديمة. وقد استطاع أن يطور العديد من الأفكار الفلسفية، أسس مع شقيقه أوغست شليغل مجلة "أتينيوم". عاش حياة غير مستقرة، عمل خلالها في العديد من المناصب الجامعية. توفي عام 1829 في مدينة درسدن في ألمانيا.
أما المترجم فهويوسف أشلحي؛ باحث مغربي، حاصل على دكتوراه في العلوم السياسية والدراسات السياسية، ودكتوراه في الفلسفة، يشغل منصب أستاذ التعليم العالي في جامعة سيدي محمد بن عبد الله في فاس، من بين ما صدر له: كتاب "جدل الإنسان والطبيعة: أو في مآل الأرض واستنهاض ضمير العالم"، وكتاب "الذات والنسق: مساءلة البنى الأولوية لمنزلة المعقولية في فلسفة هيجل".