المراكز الصيفية الحوثية.. جريمة الحاضر والغام المستقبل.
المراكز الصيفية الحوثية.. جريمة الحاضر والغام المستقبل.وليد الراجحي مراكز الحوثي الصيفية خطر فأول ضحاياه اولياء أمور وأقارب الملتحقين بتلك المراكز ، تلك حقائق دامغة ، ممهورة بدماء عشرات الضحايا من الأباء وأقارب من التحقوا بدورات ومراكز الحوثي الصيفية خلال الأعوام الماضية، وتلك وقائع بعضها وثقت بفيديوهات وصور للضحايا. أعلى معدل لقتل الأقارب في مناطق سيطرة مليشيا الحوثي، العامين الماضيين سجلت بعد اتمام المراكز الصيفية ، كتلك التي ارتكبت في المحويت،من شاب قتل والده ووالدته وهما صائمان ينتظران ساعة الإفطار في يوم عرفة ،يوم الرحمة والعطاء الإلهي العظيم ،بحجة ظلالهما. في مراكز الحوثي الطائفية يحقن الطلاب بالحقد والكراهية طوال فترة تلك المراكز ، وتنعكس تلك التعبئة على أسرته ومجتمعه. في تلك المراكز تسقط كل القيم ولا قداسة إلا للمسخ زعيم الحوثيين، فلا اعتبار لإنسان كان أباً أو اماً ،ولا مكانه لأحد في الكون سوى للكاهن الحوثي، قال احد الأطفال فور خروجه من تلك المراكز والدورات أن حذاء السيد أفضل من وجه أبيه ،سحق للقيم والإنسانية والأعراف والعادات والتقاليد ، والشريعات السماوية. في مراكز الحوثي الطائفية يتلقى الطلاب تعبئة خاصة صنع محتواها خبراء إيرانيين ،وهي امتداد لمحتوى مراكز "الدورات الثقافية الايرانية" وامتدادا للفكرة الخمينية. تعد مراكز الحوثي الصيفية العسكرية ،مراكز تدريبات عسكرية ،(لم يعد ذلك خافيا فعشرات الفيديوهات تملأ السوشيل ميديا ) يلقن فيها الطلاب أثناء التدريبات الشاقة شعارات عدائية متطرفة ،وقسم الولاية للحوثي، فهي تجمع بين التأهيل القتالي ،وزراعة الفكر العدائي المتطرف. يحقن النشء في تلك المراكز بتلك الأفكار الإرهابية، ويمنح مهارات قتالية ،تبقيه قنبلة موقوته والغام مستقبلية ،لا تنتهي بزوال مليشيا الحوثي، الأكيد باعتبارها مرفوض شعبيا ،بل تبقى شحنة العداء وبذرة الإرهاب في ذهنيته، مضافا إليها ما تلقاه من تدريبات و مهارات قتالية ،وبذلك يبقى عنصرا قابلاً للإستقطاب من قبل أي منظمة إرهابية، في المستقبل،وتلك أيضا خطورة أخرى باعتبار مراكز الحوثي تمثل بيئة إرهابية بامتياز . حينما تضع الحرب اوزارها ، سيكون المجتمع أمام هذا الكم من المشحونين بالكراهية والحقد عرضه للبطش والقتل ، وسيكون أولئك أول الغام في طريق السلام ، ربما تجد تلك العناصر متنفسا لافراغ شحنة الحقد والعداء في جبهات القتال طالما بقيت مفتوحة لكن حينما تغلق سيكون المجتمع أمام كارثة حقيقية ،مؤشراتها واضحة في شوارع صنعاء وعزل وقرى مناطق سيطرة مليشيا الحوثي وحالات القتل المستمر والجرائم شبه اليومية التي ترتكب في تلك المناطق ، بمجرد انخفاض المعارك في الجبهات فكيف إن توقفت؟ ربما يعتقد البعض أنه يمكن معالجة آثار تلك التعبئة ،كما تزعم كثيرا من المنظمات والجهات ،المتكسبة طمعا في جلب المال، فالحقائق تؤكد عكس ذلك تماما ، بدليل أن العشرات من الأطفال الذين خضعوا لدورات إعادة تأهيل في مراكز مولتها الأمم المتحدة في اليمن السنوات الماضية، اغلبهم بعد انتهاء دورات التأهيل التحقوا بجبهات الحوثي مرة آخرى ،القليل جدا منهم لم يلتحق، لذلك فخطورة المراكز الصيفية الحوثية ،لا تهدد الحاضر وحسب بل تفخيخ للمستقبل.أخيرا للأباء وأولياء الأمور ، نؤكد أن الحاق أبنائكم بالمراكز الصيفية الحوثية، يعني أن تصنع قاتلا ، مجرما ، انت أول ضحاياه ،سواء برصاصاتهم القاتلة ،أو باللعنات المجتمعية التي ستلحقكم في قبوركم، جراء ما يصنعه أبناءكم الذين دفعتموهم إلى مراكز الكبائر والظلال.