فى الصميم
هل جاءت من الصين.. أو من كوكب تانى؟!
يبدو أننا أمام الفصل الأول من رواية ستطول، عنوانها هو «حرب المناطيد»!! بعد إسقاط المنطاد الصينى من جانب الولايات المتحدة الأمريكية وبأمر الرئيس بايدن أخذت الأحداث تتصاعد بين اتهامات أمريكية للصين بالتجسس، وردود صينية تتمسك بأن القمر كان تائها بعد أن خرج عن مساره وعن مهمته التى كانت - وفقا للرواية الصينية - لا تتجاوز رصد الأحوال الجوية!!
الأهم هو أن معركة أخرى داخل أمريكا اشتعلت مع اتهام السلطات بالتأخر فى إسقاط «المنطاد»، مما أتاح له أن يعمل بحرية فوق سماء أمريكا لعدة أيام فى منطقة عسكرية بالغة الأهمية وشديدة السرية.. بينما ردت الإدارة الأمريكية بأنها انتظرت حتى تضمن سلامة المواطنين واسقطت «المنطاد» فوق مياه المحيط ، وأنها لا تتابع مناطيد الصين فوق أرضها فقط ، بل فى كل أنحاء العالم التى تقول واشنطون إن الصين أطلقت فوقها مناطيد التجسس!!
الأيام الماضية حملت الجديد فى هذه القضية. بدا أن أمريكا تتشدد فى مراقبة سمائها، والنتيجة إسقاط ثلاثة أجسام طائرة خلال ثلاثة أيام كانت تمارس نشاطها على ارتفاع كبير. وكان طبيعيا أن يتم الربط مع «المنطاد الصينى»، وأن يسود اعتقاد لدى الكثيرين بأن التجسس هو الهدف وإن كان المسئولون يتريثون فى توجيه الاتهامات لأى جهة انتظارا لفحص حطام الأجسام الطائرة التى أسقطتها القوات الأمريكية.
المثير هو إشارة قائد الدفاع الجوى الفضائى والمسئول عن القيادة الشمالية فى أمريكا «الجنرال فانهيرك»، إلى احتمال أن تكون الأجسام الطائرة التى تم إسقاطها قادمة من كوكب آخر!! مؤكدا أن كشف الحقيقة هو مهمة المخابرات الأمريكية، وأنه لا يستبعد أى شئ!! لتعود إلى الأضواء حكاية الأطباق الطائرة المجهولة والروايات المتعددة التى لم تقدم حتى الآن تفسيرا علميا لها وإن قدمت بشأنها أفلام سينمائية مثيرة وكتب ذائعة امتزج فيها بعض العلم مع الكثير من الخيال!!
الصين اعترفت فقط بملكية المنطاد الأول، أما هذه الأجسام الطائرة التى قيل إنها مناطيد صغيرة فلم تعلق عليها، وإنما وجهت اتهاما مضادا لأمريكا بأنها أرسلت فى العام الماضى عشرة مناطيد فوق الصين بشكل غير شرعي.. يعنى كلنا نلعب نفس اللعبة، فلماذا تشتكون؟