رئيس لجنة السياحة بالنواب: الحوار الوطنى سيبحث أسباب تراجع العائد السياحى
قالت النائبة نورا على، مقرر لجنة السياحة بالحوار الوطنى، رئيس لجنة السياحة والطيران المدنى بمجلس النواب، إن السياحة رقم رئيسى فى معادلتى الاقتصاد والتنمية.
وأضافت، لـ«الدستور»، أنه لن يتسنى للدولة تعظيم الاستفادة منها دون رفع الوعى بأهمية حسن التعامل مع السياح، وتسليط الضوء على النماذج الإيجابية التى تساعد على رسم صورة ذهنية إيجابية للشعب المصرى فى الخارج، بما يخدم زيادة الإقبال على زيارة المقاصد السياحية المصرية.
وأشارت إلى أهمية تكثيف خطط الترويج السياحى وتحديثها بما يواكب التطورات التكنولوجية الهائلة فى هذا المجال.
■ اقتربنا من انطلاق الحوار الوطنى، فماذا يريد القطاع السياحى منه؟
- ينتظر الجميع تحقيق نقلة نوعية فى النتائج والمؤشرات بصناعة السياحة، والدخول فى مرحلة جديدة من النمو والازدهار وتعزيز مكانة مصر على خريطة السياحة العالمية، لتصبح واحدة من أهم الوجهات السياحية العالمية، وتحقيق التنافسية العالمية للقطاع، وتعظيم عوائد السياحة واستغلال شبكات الطرق العملاقة، والبنية الأساسية فى الطرق والفنادق والشواطئ والآثار فى إنعاش الحركة السياحية.
كما ينتظر الجميع إعادة بناء قطاع السياحة بطريقة آمنة ومنصفة ومراعية لتأثيرات تغير المناخ، وذلك لما تمثله السياحة من دعامة أساسية لحفظ التراث الطبيعى والثقافى وآلية لإبراز عراقة الدولة وحجم مستواها الاقتصادى والحضارى، بجانب دعم جميع العاملين بالمجال، واستعادة مكانة القطاع وتوفير فرص عمل جديدة.
كما ينتظر العاملون إزالة جميع المعوقات وبحث سبل تحسين مستوى معيشتهم وتعزيز عوامل التسويق وإبراز عظمة مقوماتنا المصرية المتفردة، والقضاء على السلبيات الموجودة بالمناطق الأثرية والسياحية.
كما أن السياحة مكون رئيسى من مكونات الجمهورية الجديدة وركيزة من ركائز اقتصادها القومى، ومحور نهضتها ونهوضها وتحقيق حضارتها الحديثة، وأحد مصادر الدخل القومى للدولة وأداة فعالة فى تنمية المجتمع.
وتعد السياحة مقياسًا لحضارة الدول وحجم إرثها التاريخى والثقافى ومستواها الاقتصادى والاجتماعى.
وترتبط السياحة بالتنمية الاقتصادية ارتباطًا وثيقًا، فهى تمثل أحد مصادر التجارة غير المنظورة وعنصرًا أساسيًا من عناصر النشاط الاقتصادى، كما أنها عامل مهم وقوى من عوامل التقريب بين الثقافات المختلفة لشعوب العالم، ومن هذا المنطلق تبنت الدولة بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسى استراتيجية طموحة تعتمد على بناء قطاع سياحى مستدام وأكثر شمولًا وقادر على الصمود ضد أى تحديات والحفاظ على الثقافة والأصول الطبيعية.
■ ما أبرز القضايا التى ستحرصين على عرضها ومناقشتها فى الجلسات؟
- أعلن مجلس أمناء الحوار الوطنى عن أبرز الملفات التى سيتم طرحها خلال الجلسات النقاشية والتى ستنطلق قريبًا، ومنها أسباب تراجع السياحة فى مصر، وآليات تطوير وحوكمة البنية التحتية، والوسائل المقترحة لتحفيز الاستثمار، وكيفية صياغة الخريطة السياحية لمصر ووسائل الجذب.
كل تلك الملفات نابعة من تطلعات ومقترحات جميع العاملين والمختصين والمعنيين والخبراء بالعمل السياحى فى مصر فى جميع التخصصات، وعلى رأسها التسويق والترويج لما يمثله من ملف مهم وحيوى فى جذب وتنشيط السياحة، كما أننى سأحرص على وضع تصور استراتيجى لتوسيع قاعدة السياحة الوافدة عن طريق خلق أنماط سياحية جديدة.
هذا بجانب أننا لم نغفل أى مقترح أو رؤية تخدم تطوير القطاع السياحى، وجميع المقترحات جرى إرسالها أو تقديمها للجنة وإدراجها ضمن جدول الأعمال الذى سيلبى الطموحات والأهداف الموضوعة لتحقيق التنمية المستدامة؛ ليضع مصر على رأس الخريطة السياحية بالعالم.
كما أننى سأعرض بعض الأفكار بشأن كيفية زيادة الطاقة الاستيعابية للوجهات السياحية وتوزيعها بما يتناسب مع المقاصد الموجودة والمطورة، وتأهيل العاملين وتدريبهم بالشكل الأمثل، إضافة إلى استحداث وثائق تأمينية لتغطية جميع أنشطة السائح أثناء رحلته.
■ هل نحتاج لإطلاق حملة إعلامية مجتمعية لتنمية ثقافة التعامل مع السائحين؟
- الوعى السياحى هو الركيزة الأساسية التى ترتكز عليها التنمية السياحية الناجحة، والتخطيط الجيد للمجتمع، ومن ثم فإن رفع الوعى السياحى يسهم فى تحسين الصورة السياحية، ويزيد الانتماء، ويخلق أجيالًا قادرة على المساهمة فى تكوين صور ذهنية إيجابية للمقاصد السياحية المصرية، وزيادة التنافسية، ومن خلالها يتم زرع القيم السليمة للتعامل مع السائحين، وتعظيم الاستفادة من القطاع.
والسياحة مهمة جدًا للتنمية وهو ما يحتم علينا جميعًا التعامل السليم مع السياح من خلال إطلاق حملة إعلامية كبرى تبرز أهمية اتباع السلوكيات القويمة فى التعامل مع ضيوف مصر، وإظهار مشاهد إيجابية للنماذج الإيجابية العاملة بالقطاع فى تعاملها مع السائحين، ولن يتوقف الأمر عند الحملة القومية والإعلامية الكبرى، بل سنواصل العمل على إعداد الاستراتيجيات لتنمية مدارك الطفل وقيمه وسلوكياته، وتنشئته على مقولة «مصر بلد سياحى».
كما سنتواصل مع جميع الجهات المعنية لتجهيز البرامج اللازمة ليصبح الوعى السياحى جزءًا من ثقافة المجتمع، ووضع مواد متخصصة فى جميع المراحل التعليمية، وتوظيف التقنيات الحديثة ومواقع التواصل لتعزيز الوعى لدى الطلاب، وتأهيل وتدريب المعلمين وإعدادهم إعدادًا جيدًا للثقافة السياحية حتى يقوموا بدورهم بشكل متميز.
والقطاع السياحى منظومة متكاملة مرتبطة بالعديد من العوامل منها الداخلية ومنها الخارجية، فيستدعى العمل على تطوير المناطق الأثرية ووضع برامج جاذبة للأسواق الخارجية، وتدشين برامج تسويقية وترويجية تتماشى مع حجم التطور التكنولوجى العالمى، بجانب تعظيم الاستفادة من الأنماط السياحية الموجودة.
■ يرحب الحوار الوطنى بمختلف التيارات الفكرية والسياسية فهل سيخدم الاختلاف إثراء النقاشات، أم يكون عقبة أمام التوصل لحلول واقعية؟
- مشاركة مختلف التيارات الفكرية بالحوار لها جانبان، الأول يؤكد إرادة القيادة السياسية فى رسم مستقبل مشرق للدولة يتشارك فيه الجميع بفكرهم ومقترحاتهم ورؤيتهم، كما أنه يعيد صياغة مفاهيم المعارضة الوطنية وترسيخ مسيرة جديدة من العمل والبناء والتكاتف المجتمعى ووحدة الصف وتقوية البناء الداخلى فى مواجهة التحديات، بجانب صنع حالة من الوعى.
أما الجانب الثانى، فهو يتعلق بإثراء الفكر والحوار وتبادل الرؤى وصولًا لأعظمها وأكثرها تميزًا وقدرة على تحقيق أقصى استفادة ممكنة بجميع القطاعات، ومن ثم تتبقى على جميع التيارات مسئولية وواجب وطنى فى المشاركة وتعزيز الفكر بالفكر، وأن التخاذل عن المشاركة غلطة لا تغتفر.