روشتة إصلاح.. كيف يعود الدورى إلى الصدارة بعد سنوات من الفشل؟
فتح انسحاب فريق كرة القدم بنادى الزمالك أمام الأهلى، فى لقاء القمة الأخير، الذى كان من المقرر إقامته مساء الثلاثاء الماضى، الباب أمام العديد من التساؤلات حول أسباب تراجع الدورى المحلى، الذى كان واحدًا من أقوى الدوريات فى منطقة الشرق الأوسط.
أمام هذا التراجع الكبير المستمر منذ سنوات، والغضب الشديد من الجميع بسبب سوء إدارة المسابقة العريقة، تواصلت «الدستور» مع عدد من أعضاء الجمعية العمومية فى اتحاد الكرة، لمعرفة الأسباب وأبرز الحلول الممكنة.
هشام نصر: وضع جدول ثابت يطبق على كل الفرق
قال المهندس هشام نصر، نائب رئيس نادى الزمالك، إن مسابقة الدورى تعانى بشدة نتيجة سوء الإدارة والتخطيط من قبل مسئولى اتحاد الكرة، وانفراد عامر حسين، رئيس لجنة المسابقات، بكل القرارات المتعلقة بالبطولة، وعدم استجابته لمطالب الأندية، علاوة على تراجع أداء الحكام.
وأضاف «نصر»: «كل ذلك تسبب فى الأجواء الحالية، التى أثارت غضب العديد من الأندية، على رأسها الزمالك، الذى اضطر مجلس إدارته برئاسة حسين لبيب لاتخاذ قرار عدم خوض مباراة القمة، بهدف إيصال رسالة لمسئولى اتحاد الكرة عن الظلم الكبير الذى يتعرض له الزمالك، وانعكس فى تراجع نتائج الفريق خلال الفترة الأخيرة».
وواصل نائب رئيس الزمالك: «اتخذنا قرارًا بالإجماع بعدم اللعب أمام الأهلى، احترامًا لمشاعر الجماهير التى تدعم الإدارة فى كل القرارات، ورغم أن الانسحاب يكبد النادى خسائر فادحة، إلا أن المجلس لم يتردد فى عدم اللعب».
وحذر «نصر» مجلس إدارة اتحاد الكرة، ورئيس لجنة المسابقات، من استمرار الإدارة العشوائية، مشددًا على أن «الزمالك نادٍ عريق، ولن يتنازل عن حقوقه».
وأكمل: «الدورى المصرى يملك شعبية كبيرة فى المنطقة، ويحتاج فقط إلى انتظام المسابقة، ووضع جدول ثابت يتم تطبيقه على جميع الفرق، وعدم تكرار سيناريو الموسم الجارى، الذى يعد أسوأ المواسم التى شهدتها المسابقة منذ انطلاقها».
محمد عادل: مجلس محترف لإدارة «الجبلاية».. وتأهيل الحكام
وصف المهندس محمد عادل فتحى، عضو مجلس إدارة نادى المقاولون العرب المشرف العام على الكرة بالنادى، الدورى المصرى، بأنه من أقوى الدوريات فى المنطقة، لكنه يحتاج إلى العديد من الخطوات الإصلاحية.
وقال «عادل»: «نحتاج إلى تنفيذ مبدأ تكافؤ الفرص بين جميع الأندية، واحترامها بالقدر نفسه دون أى تمييز، فمن غير الطبيعى أن تلعب فرق فى الرابعة عصرًا فى عز الحر، فى حين أن الأهلى والزمالك كل مبارياتهما ليلًا تحت الأضواء الكاشفة، وبالتالى فإن مبدأ تكافؤ الفرص غير موجود».
وطالب عضو مجلس إدارة نادى المقاولون العرب بتأهيل الحكام، وتصحيح مفاهيم الكثير منهم، فى ظل الأخطاء الكثيرة التى عانى منها العديد من الأندية، على رأسها «ذئاب الجبل»، الذى «فقد الكثير من النقاط بأخطاء تحكيمية فادحة».
ودعا، كذلك، إلى ضرورة وجود مجلس إدارة محترف لاتحاد الكرة بمقابل مادى، والاكتفاء من فكرة «المجلس المتطوع»، حتى نضمن تفرغ أعضائه لإدارة الاتحاد، والعمل على تطويره، وتجنب تكرار الأخطاء التى تسببت فى غياب المتعة الكروية بالنسبة للجماهير.
وأبدى «عادل» غضبه من رابطة الأندية المحترفة، معتبرًا أنها ليس لها أى دور، ولم تجتمع طوال الفترة الماضية، رغم سخونة الأحداث والارتباك الذى تعانى منه مسابقة الدورى الممتاز.
أيمن الشريعى: اللائحة بها عوار واضح.. ولا تغرم المنسحبين
رأى أيمن الشريعى، رئيس نادى إنبى، أن الوضع الحالى الذى تدار به مسابقة الدورى كارثى، مشيرًا إلى أنه أول من تنبأ بما يحدث، وكان أول المعترضين على طريقة «الجبلاية» فى إدارة المسابقات الحالية.
وقال «الشريعى»: «سبق أن قدمت احتجاجات رسمية بسبب واقعة تزوير تعرض لها فريق الشباب فى إنبى، وأملك كل المستندات التى تمنح الفريق البترولى لقب الدورى، لكن للأسف اتحاد الكرة رفع شعار (ودن من طين وأخرى من عجين)».
وأضاف: «عندما أرسلت إلى جمال علام، رئيس اتحاد الكرة، مستندات تؤكد واقعة التزوير، وأحقية فريق شباب إنبى بلقب الدورى، فوجئت به يرد علىّ بـ(نسائم الصباح)، فى موقف يؤكد أن رئيس منظومة كرة القدم المصرية خارج نطاق الخدمة».
ونبه إلى أن «اتحاد الكرة ولجنة المسابقات أمام أزمة حقيقية، تتمثل فى عدم وجود بند واضح وصريح فى اللائحة الحالية، يقر بتغريم الزمالك أى مبالغ مالية، رغم انسحابه أمام الأهلى، وبالتالى لو تظلم الزمالك على قرار الغرامة سيكون الحكم لصالحه، بسبب العوار الموجود فى اللائحة».
وواصل «الشريعى»: «اللائحة الحالية التى جرى إرسالها إلى الأندية بها بند واضح وصريح بمعاقبة أى نادٍ ينسحب فى الجولة الأخيرة للدورى بالهبوط إلى دورى الدرجة الثانية، وهنا أسأل رئيس لجنة المسابقات: ما الفرق بين انسحاب أى فريق فى أى من أسابيع المسابقة، والانسحاب فى الأسبوع الأخير؟ لماذا حددتم الأسبوع الأخير فقط كشرط لهبوط المنسحب؟».
وعاد لتأكيد أن «اللائحة الحالية لم تحدد قيمة الغرامة على الفريق المنسحب، وهذا مخرج لكل من يرغب فى الانسحاب»، معقبًا بقوله: «نحن لا نشجع على الانسحاب، لكننا نوضح أخطاء السادة الذين يديرون المنظومة الكروية».
وطالب الجميع بمعرفة سبب الأزمة التى نعانى منها حاليًا، حتى نعرف كيفية وضع حلول عملية لها، مضيفًا: «من غير المعقول أن تغرم إدارة المسابقات حسين الشحات بقيمة ٢٠ ألف جنيه وإيقاف مباراتين فقط، فى حين أن ناديه عاقبه بعقوبة أشد، رغم أن خطأ اللاعب شاهده الملايين عبر الشاشات، لذا وصلت هذه الواقعة إلى فيفا، ولن تمر مرور الكرام».
وأشار إلى أنه سبق أن اعترض بشدة على ترتيب مباريات فريقه المؤجلة، لأنه من غير المعقول أن يلعب إنبى مع الأهلى فى الأسبوع الـ١٦ للمسابقة، فى حين أن الأهلى له مؤجلات من الأسبوعين ١١ و١٢.
واختتم بقوله: «كل هذه الأزمات تسببت فى غضب الأندية، وعلى اتحاد الكرة سرعة اتخاذ القرارات الرادعة، ومعاقبة المخالفين، حتى تعود مسابقة الدورى إلى ما كانت عليه فى السابق، رقم واحد فى القارة الإفريقية والمنطقة العربية».