حكايات| المزمار البلدي.. ضيف ”رايق” في أفراح الصعيد ””
«شفتك بطبله وناي وزماره حتى بأماره زادت الشخاليل»، تقترن البهجة بوجود المزمار البلدي، كما يصفها الشاعر الراحل فؤاد حداد، هكذا تكون أفراح الصعيد، التي لا تكتمل بدون الطبل والمزمار البلدي.
المزمار البلدي هو الضيف المبهج في مناسبات أهالي الصعيد، فكثير من العائلات تستضيف رواد هذا الفن الشعبي في أفراحهم ومناسباتهم السعيدة كما يستخدم أيضا في الموالد بمصاحبة الفرق الشعبية والألعاب.
«مزامير مزامير بتغني يا خال.. الحب ده طير في الهوا رحال».. ارتبط المزمار البلدي بشكل كبير بالصعيد، من قديم الأذل، يستخدمه الأهالي في المناسبات العامة مثل الأفراح والليالي الملاح، فأي مناسبة سعيدة يكون المزمار ضيف المناسبات السعيد.
ويعبر المزمار البلدي عن فرحة حجاج بيت الله الحرام، سواء وهم ذاهبون أو أثناء عودتهم من الحج، وغالبا ما تصاحبه بعض الأغانى التعبيرية، وأيضا ما تصاحبه لعبة التحطيب حينها يصبح المزمار مسرحا لإستعراض القوة والبطولات والتي تكتمل بإلقاء أغاني الفروسية والبطولة ،يصطف فيها فريقين كل منهما في مقابل الآخر ويتناغم فيها صوت العصا مع إيقاع المزمار البلدي، بالإضافة إلى رقصة الحصان الذى تدل على شهامة ورجولية فارسها.
حكايات| الحاجة فريجة «90 سنة».. «إيدين بتغزل من الجريد أطباق»
ورغم التاريخ الطويل الذي سطرته رقصة المزمار إلا أنه مع تعاقب العصور لا يزال حاضرا يُطرب قلوب الصغار قبل الكبار ويلتف حول سحر إيقاعه الجميع فهو محبب لديهم.
«الريس كليب» من أقدم عازفى المزمار البلدى بقنا وأشهرهم بالرغم من كبر سنه، إلا أنه ما زال يحتفظ برشاقته وطول نفسه، الذى جعله متألقا فى هذا المجال، يبحث عنه الكثير لإحياء الليالى والأفراح ، يجلس ويتمايل هو وفرقته المكونة من 4 اشخاص ويبدأون في عزف المزمار البلدي، وسط فرحة عارمة من الجميع.
لم يقتصر المزمار البلدي على أبناء الصعيد فقط، بل امتد أثره إلى جميع محافظات الجمهورية، وأصبح الكثير من أبناء الوجه البحرى يحيون أفراحهم ومناسباتهم السعيدة على ترانيم المزمار البلدى.
حكايات| «حلمي أقعد على تخته».. الحاجة زبيدة «تفك الخط» بعد 87 عامًا
المزمار البلدي ارتبط برسم السعادة والبهجة لدى المواطنين، يزيل عنهم همومهم، يتدبرون أمورهم ويفكرون فيها فى حالة من «الروقان»، وفى نفس الوقت يشعر الإنسان بأن لديه عزة نفس، كرامة، شهامة، ورجولية، وكبار العائلات دائما ما يبحثون عن عازفى المزمار البلدى لأن لديهم أصالة نابعة من طبيعتهم، ودائما وأبدا ما يحيون مناسباتهم السعيدة داخل الدوواين والمنادر.
ويستخدم المزمار البلدي، فى مناسبات سعيدة وأهمها ليلة الحنة أو ليلة الزفاف، مصاحبة الحجاج حتى المطار أثناء ذهابهم لأداء فريضة الحج أو انتظارهم أثناء العودة، الموالد، وبعض المناسبات الأخرى، ويعتمد العازف على «النقطة» التى يدفعها الحضور من أجل الرقص على المزمار البلدي أو تقديم التهنئة لصاحب المناسبة.
حكايات| دولت كشري.. «تسبيكة» عمرها 50 عامًا