حاتم حافظ: إبراهيم فرغلي مشغول بماهية العلاقة التي تجمع الشرق بالغرب
تحدث د.حاتم حافظ، خلال مناقشة رواية "بيت من زخرف"، للكاتب الروائي إبراهيم فرغلي عن علاقة الصداقة التي جمعت بينهما.
وقال حافظ: "جاءت علاقتي الشخصية بالروائي إبراهيم فرغلي ككاتب روائي متحقق، عبر قراءتي لرواية "جنية في قارورة" تقابلنا لأول مرة منذ عشرين عاما، اختلفنا في أشياء كثيرة واتفقنا على أشياء كثيرة أيضا..
وتابع حافظ: كان لجيل إبراهيم فضل كبير على جيلنا، غير أن جيله مختلف عن الأجيال السابقة عليه. كان له مشروعه المختلف والخاص، بعيدا عن ما يطرقه أغلب الكتاب من قضايا، ثمة انشغال فكري يطرحه طوال أعماله، فهو وطارق إمام يمثلان جيل كتاب يحملان مشروع أدبي، ليس هناك عمل من أعمال فرغلي إلا ويأتي استكمال لبناء فكري وسردي يعمل عليه.
وأردف حافظ: "توقفت كثيرا أمام عنوان روايته "بيت من زخرف" يتبعها عنوان فرعي "عشيقة ابن رشد " والذي يوحي بعنوان ساخن لجذب القاري، وهذا على عكس ما يتبعه إبراهيم فرغلي، واكتشفت أن هذا ذكاء من إبراهيم فقد جاءت مقتبسا من آيه قرانية.
لم يكن العنوان الفرعي "عشيقة ابن رشد" عنوان بديل، فكل أحداث رواية بيت من زخرف تسير في أحداث متوازية. كان ها التوازي الذي حققه في البناء الداخلي للرواية تم تحقيقه في العنوان.
أشار حافظ إلى أن كل كاتب عنده رواية ومن هذا المنطلق كان مشروع فرغلي من بدايته هو الانشغال بماهية العلاقة بين الشرق والغرب، وصل في بيت من زخرف إلى سؤال هل هناك وعي إنساني يجمع بينهما أم لا، رواية بيت من زخرف تستدعي العديد من العقلانين، بدء من ابن رشد وصولا لابن سيناء.
البحث عن العقل الضائع سؤال بيت من زخرف الأبرز
من جانبه، قال إبراهيم فرغلي "ثمة حالة من القلق العام، والسؤال عن الهوية الذي أصبح سائدا، خصوصا مع وجود تيارات تبحث عن صورة واحده للهوية في مجتمع متعدد، وكأننا نبحث عن شيطان نضع فيه سلبياتنا كان هذا واضحا في رواية “قارئة القطار” وفي رواية بيت من زخرف كان البحث عن العقل الضائع هو السؤال الابرز.
وتابع “رأيت في ابن رشد نموذج لهذه الرواية، وذلك نتيجة إلى الخلفية الفقهية التي يرجع إليها ابن رشد، إلى جانب استخدامه للنقد الاجتماعي المشغول بالنظر للعيوب الاجتماعية وعلاقته بالأحكام الفهية المتشددة”.
وتابع فرغلي: أهديت النص إلى نصر حامد أبوزيد ليس في شخصه بل تعبيرا عن مجمل النخب المصرية التي تم قمعها بدء من نجيب محفوظ وفرج فودة ونصر حامد أبوزيد ومن قبلهم طه حسين وكان ابن رشد خير ممثل لهذا النموذج فعودة ابن رشد لم تأت من الشرق بل كانت عبر الغرب وكان انتصار تيار تفكيره في الغرب على عكس ما كان يعيشه الشرق من تكرار نفس الأفكار.
وتعد رواية “بيت من زخرف”، الرواية الثامنة في مسيرة إبراهيم فرغلي ونتاجه السردي، بعد روايات: “جزيرة الورد”، “ابتسامات القديسين”، “أبناء الجبلاوي”، “جنينة في قارورة”، “معبد أنامل الحرير”، “قارئة القطار”، “مصاصو الحبر” رواية للفتيان. مجموعتين قصصيتين هما: “باتجاه المآقي”، و"أشباح الحواس".