اختلاف المرض بين الرجل والمرأة
لا بد أن نعلم أن علوم اللغة قد جمعت فى كلمة واحدة عندما ذكر الله فى كتابه أنه علّم آدم الأسماء كلها مثل الـ«Vocabulary» وهى أصل اللغات ويأتى بعدها علم آخر وقد يكون آدم ذُكر له العلوم الخلقية للرجل والمرأة والفرق بين تكوين الرجل وتكوين المرأة، بل إن المولى سبحانه وتعالى أشار إلى قيمة العلم الأول كأنما اختص به آدم دون غيره من المخلوقات حتى الملائكة وهم «عِبَادٌ مُكْرَمُونَ * لا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ» عندما قال «وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِى بِأَسْمَاءِ هَؤُلَاءِ أن كُنتُمْ صَادِقِينَ» وأشار أيضاً إلى الأسماء التى لا تختلف أو الحقائق التى لا تتغير.
وهنا لابد من القول إن تقسيم أمراض الرجال عن النساء ضرورة طبية ملحّة فجسد الرجل يختلف كليًا عن جسد المرأة من ناحية التكوين والأمراض التى يعانى منها فجسم الرجل الذى خلقه الله للكد والتعب والشقاء غير الجسد الذى وهبه الله صفات الحنان والعطف وفرّق بينهما من فوق سبع سموات فقال عن الرجل: «فَقُلْنَا يَا آدَمُ إن هَذَا عَدُوٌّ لَّكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى (117) إن لَكَ أَلَّا تَجُوعَ فِيهَا وَلَا تَعْرَى (118) وَأَنَّكَ لَا تَظْمَأُ فِيهَا وَلَا تَضْحَى» فكان التحذير موجهاً إلى آدم عليه السلام بالشقاء فى الأرض إذا هبط إليها أما المرأة فقال عن تكوينها الرقيق «أَمِ اتَّخَذَ مِمَّا يَخْلُقُ بَنَاتٍ وَأَصْفَاكُم بِالْبَنِينَ (16) وإذا بُشِّرَ أَحَدُهُم بِمَا ضَرَبَ لِلرَّحْمَنِ مَثَلًا ظَلَّ وَجْهُهُ مُسْوَدًّا وَهُوَ كَظِيمٌ (17) أَوَمَن يُنَشَّأُ فِى الْحِلْيَةِ وَهُوَ فِى الْخِصَامِ غَيْرُ مُبِينٍ (18).
وتكوين الذكر غير تكوين الأنثى فى نفس التشريح، فشرايين الرجل غير شرايين الأنثى فى الحجم والأمراض فهناك من أمراض الشرايين التاجية ما تكون فى المرأة أكثر من الرجل مثل Syndrome X وأمراض التشقق الشريانى Coronary dissection ويزيد أكثر فى الحوامل وأعراض المرض فى الرجل مثل الأزمة القلبية يزيد عن المرأة وفى المرأة قد لا يحدث ألمًا وتزيد الأنثى عن الرجل فى نسبة الإصابة بالحمى الروماتيزمية ولا نعرف حتى الآن لماذا؟
وحتى الآن لا يوجد تصنيف للأمراض الخاصة بالرجال والأمراض الخاصة بالنساء الا ما كان متعلقًا بالأعضاء التناسلية وإن كنا نحتاج ذلك اليوم ويومًا من الأيام قد يستدعى الضرورة وجود مثل هذا التصنيف.
أما ما عندنا من الأمراض المناعية والروماتيزمية فهى عبارة عن نسب تزيد فى النساء دون الرجال وأمراض الغدة الدرقية والمرارة والزائدة الدودية كذلك ودون سبب ظاهرى لذلك وقد تكون الأبحاث الخاصة بأمراض الذكور والأناث ضرورة عندما أصبح الناس يتكلمون اليوم فى الجنس الثالث وكأننا سنفرض على الخالق سبحانه أهوائنا وأصبح الحديث عن الGender حديث الباحثين عن تدمير الشعوب.
والجنس الثالث هذا هوى وفعل من أفعال شياطين الأنس والجن وهو افتراء على الخالق الذى كرّم الإنسان خاصة من ضمن ما خلق « فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنثَى» وانظر إلى أنه فى الآية الكريمة سمّى الذكر والأنثى مرتين وسمى الوظيفة الخاصة بهما وهى أن يكونا زوجين وقد رأيت ورأى غيرى كثيرًا من الأجانب غير المسلمين وهم يدافعون عن خلق الله فيذكرون آيات كثيرة من الأنجيل أيضاً تقول إن الله لم يخلق الا ذكرًا وأنثى فقط فى أكثر من موضع وأكثر من آية ولا أعرف لماذا يتفنن الإنسان فى تدمير نفسه؟
ويقول العارفون بالذكر والأنثى إن ذلك من تمام الخلق يوم بدأ الخلق وهم متساوون فى الحق وما ظلمهم الحق وللمرأة على الرجل حق وأن يؤدّى الرجل الحق للمرأة فهو تمام الحق.
[email protected]