وقفة
مصر والفلسطينيون
التاريخ لا يكذب حتى ولو حاولوا طمسه أو العبث به، تعود ذاكرته لكتابة الحقيقة، والحقيقة تؤكد أن مصر هى من تحملت بكل أخلاق وشجاعة الدفاع عن قضية شعب اغتصب الصهاينة اليهود الأوغاد أرضه ومارسوا فى حقة على مدى أحقاب أبشع جرائم الإبادة والمجازر الإرهابية، دولة إرهابية لا تجد من يوقفها.
منذ اللحظة الأولى لنكبة فلسطين عام ١٩٤٨ والتهجير الأول للفلسطينيين وإجبارهم على ترك ديارهم والاستيلاء عليها ومصر تضع القضية على أول أولوياتها وهى تدافع عن فلسطين المحتلة والفلسطينيين وهل ينسى التاريخ، كم من الحروب خاضتها مصر من أجل فلسطين، وكم من الشهداء قدمتهم فداء للقضية، أكثر من ١٢٠ ألف شهيد، وكم فتحت مصر أبوابها لإخوتها من الشعب المسلوب، من يحاول تصوير أن مصر ترفض الفلسطينيين هو إنسان جاحد ينكر عليها دورها العربى والإسلامى والدولى ومنذ متى رفضت مصر استقبال إخوتنا من الفلسطينيين، فتحت لهم المستشفيات والمدارس وهناك الآلاف يعيشون بيننا دون تفرقة والآلاف منهم متزوجون من مصريين ومصريات، تلك حقيقة، ولكن ما يراد للفلسطينيين الآن هو تصفية قضيتهم، واجبارهم عنوة على التهجير القسرى إلى سيناء وهو ما ترفضة مصر بكل قوة فى ظل ما كشفته من مؤامرة مفضوحة، وأعلنت للعالم أجمع أنها لن تسمح بأن تكون سيناء هى الحل للقضية.
مصر لا ترفض الفلسطينيين ولكنها ترفض المؤامرة الدنيئة التى تقودها امريكا وبريطانيا بالتهجير، الفلسطينيون هم أصحاب الأرض هم من اغتصب حقهم هم من يتعرضون لابشع انواع الظلم والابادة ولو تركوا أرضهم لوئدت قضيتهم وانتهى الأمر مصر العروبة تدرك أبعاد المؤامرة وتدرك كم من الضغط يمارس على الفلسطينيين لهذا الغرض ورغم تلك الأحداث واتضاح الصورة فلا زال الاستعباط الإسرائيلى الأمريكى يحاول أن يفرض الأمر على مصر بالإغراءات تارة والتهديد تارة أخرى ويعتقدون أنهم بمحاولات دفع الفلسطينيين للحدود يفرضون الأمر الواقع، ونسيت إسرائيل أن هناك معاهدة سلام مع مصر نصوصها تفرض ألا يهدد أى طرف الطرف الآخر وألا يخلق المشاكل وألا تصبح المعاهدة مجرد حبر على ورق، وما أعلنه الرئيس السيسى بكل وضوح من أن سيناء لن تكون هى الحل للأزمة هو نفسه ما أكده مجلس النواب ذلك بأن سيناء خط أحمر وأكبر دليل على أن مصر دولة يمكنها أن تحافظ على كيانها وأرضها وفى نفس الوقت لا تنسى الدفاع عن فلسطين وشعبها.