يحدث فى مصر الآن
الهدنة والتسويف والمماطلة
وهكذا توقفت مشروعاتى سواء فى القراءة أو الكتابة منذ السابع من أكتوبر الماضى. وذلك لمتابعتى لحظة بلحظة لما يجرى فى فلسطين المحتلة. فعندما ضاعت منا كنتُ فى الرابعة من عمرى، وجرت الأيام وتواصلت السنوات والقضية تراوح مكانها.
وكنت أعتبر ومازلت أن فلسطين قضية مصرية، وأن تحريرها يعنى فرحة العُمر المؤجلة.
بعد أن عرفت الدنيا كلها أن هناك هُدنة لمدة أربعة أيام قابلة للتمديد. إذ برئيس وزراء العدو الإسرائيلى يُعلن أنهم سيواصلون القتال فى غزة. وأضاف وزير دفاعه أن هذا سيحدُث بمجرد تسليم الرهائن. نحن إذن أمام عملية تسويف ومُماطلة وشراء للوقت دون أى رغبة فى الوصول لحلٍ لمشكلةٍ عُمرها 75 عاماً.
وكما قال اللواء الدكتور سمير فرج أن هذه الهُدنة فُرصة لالتقاط الأنفاس. وها هُم يُحاولون أن يجعلونها فُرصة لاستكمال القتال. كل هذه المعارك تدور حول هُدنة، المؤكد منها حتى الآن أربعة أيام فقط.
رغم كل ما يُقال عن تمديدها. فنحن فى مواجهة عدو يمكن أن يفعل ما لا يتصوره حتى الخيال الإنسانى.
وموقف مصر واضحٌ ومُحدد أعلنه الرئيس عبدالفتاح السيسى صوت مصر وضميرها بأننا نُطالب بالوقف الفورى لإطلاق النار والمرور الآمن للمساعدات، وتجنُب استهداف المدنيين والمنشآت المدنية فى القطاع.
وقال الرئيس فى كلمته أمام القمة الاستثنائية لمجموعة البريكس عبر الفيديو كونفرانس الثلاثاء الماضى أن أولويات مصر فى المرحلة الحالية تتمثل فى وقف نزيف الدماء من خلال الوقف الفورى لإطلاق النار، والنفاذ الآمن والمستدام للمساعدات الإنسانية، وضرورة تسوية بذور الصراع بإقامة الفلسطينيين لدولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشريف على خطوط 4/6/1967.
وأتت هذه المشاهد الإنسانية القاسية لتكشف عجز المجتمع الدولى وجمود الضمير الإنسانى. وتدعو مصر للضغط على إسرائيل باعتبارها القوة القائمة بالاحتلال لتنفيذ قرار مجلس الأمن بفرض هُدن وإنشاء ممرات إنسانية. أكثر من هذا فقد كتب الرئيس فى تدوينة عبر الفيس بوك:
- تابعت باهتمام بالغ مُجريات بيان رئيس مجلس الوزراء أمام مجلس النواب، والذى عبَّر خلاله عن ثوابت الدولة تجاه الأمن القومى المصرى، وتجاه القضية الفلسطينية الباقية فى الضمير المصرى دولة وشعباً. ويؤكد أن استمرار الدولة بكافة أجهزتها ومؤسساتها فى تقديم الدعم اللازم للقضية الفلسطينية على كافة المستويات رافضين بشكل قاطع أى محاولات لتصفيتها. داعين كل الأطراف الفاعلة إلى إعلاء صوت الحكمة وتفعيل القرارات الدولية فى هذا الشأن.
خلال هذه المحنة دخلت عبر الحدود المصرية مع غزة ما لا يمكن إحصاؤه من شحنات تحمل مساعدات مصرية لأشقائنا فى فلسطين. وعن نفسى لا أُصدِّق ما يقولونه مع أن رئيس وزراء العدو قال وكرر إنهم سيواصلون الحرب لتحقيق كل أهدافهم من ورائها.
إن الموقف المصرى من الأشقاء كان قاطرة الأمل التى تحركت الدنيا وراءها رغم بعض المواقف الغربية المعادية لكل ما هو فلسطينى.