معضلة قمة الرياض
في اليوم السادس والثلاثين من العدوان الإسرائيلى الوحشى ضد أهل غزة انعقدت القمة العربية الإسلامية في الرياض والتى دعت لها واستضافتها وترأستها السعودية.. وكل المشاركين فيها أدانوا هذا العدوان وطالبوا بوقفه فورا..
وقد عكس البيان الختامى للقمة ذلك، فهو تناول تقريبا كل ما يتعلق بهذا العدوان ابتداء من الحصار الذى فرضه الاحتلال على أهالى غزة بحرمانهم من الماء والغذاء والدواء والوقود، وضرورة إنهاء هذا الحصار مع وقف حرب الإبادة للفلسطينيين..
Advertisements
مرورا بضرورة محاسبة إسرائيل على جرائم الحرب التى ترتكبها في غزة ضد المدنيين خاصة الأطفال والنساء وكبار السن والصحفيين والمسعفين، مع وقف مدها بالسلاح، وحتى استهداف المستشفيات بعد المنازل والمنشآت والمدارس والمساجد والكنائس وفرض تهجير قسرى على أهل غزة من شمال إلى جنوب القطاع.
ولذلك بلغ عدد القرارات التى تضمنها البيان الختامى للقمة واحدا وثلاثين قرارا، كلها قرارات مهمة وتتناول كل تطورات العدوان الإسرائيلى الوحشى ضد أهل غزة.
لكن مع ذلك فإن البيان الختامى لم يتضمن سوى القليل من الآليات لتنفيذ هذه القرارات.. وتمثلت في تولى السعودية رئاسة مجموعة تمثل القمة تبذل جهدا دبلوماسيا لدى المجتمع الدولى لوقف الحرب وإنهاء حصار غزة..
ودعم جهود مصر في تقديم المساعدات المستدامة والضرورية لأهالى غزة من غداء وماء ودواء ووقود، وقيام الدول العربية والإسلامية بجهد إعلامى لرصد جرائم الحرب البشعة التى ارتكبها الإسرائيليون ضد أهالى غزة..
أما أهم القرارات والخاصة بوقف الحرب فلم يتضمن البيان آليات تنفيذ له.. فإن الدول العربية والإسلامية لا تتوقف عن المطالبة بوقف الحرب منذ أن نشبت، بينما أمريكا قبل إسرائيل ترفض ذلك، وهذه هى أكبر معضلة للقمة العربية الإسلامية.
نعم إن جمع هذا الحشد لدول عربية وإسلامية هو نوع من الضغط على الولايات المتحدة، لكن هذا الضغط كان سوف يؤثر إذا تضمنت قرارات المحتشدين بآليات سياسية واقتصادية تزعج الولايات المتحدة التى وحدها الآن هى التى تملك الضغط على إسرائيل لوقف تلك الحرب البشعة فورا.. وهذه هى معضلة قمة الرياض.