المهموم بيتعلق بقشاية.. كيف استنجد أبطال الأعمال الفنية بأفعال بسيطة للتغلب على مصائبهم؟… تقرير
"الغريق بيتعلق في قشاية"، وكذلك المهموم، الذي امتلأت حياته بالمصائب والمشكلات، الجسدية والمعنوية والنفسية، فكثيرا ما حزننا على أحوال أبطالنا أعمالنا المفضلة، الذين دخلوا في نوبات اكتئاب؛ بسبب مرض خطير أصابهم، أو ربما مشكلات نفسية تؤثر بشكل غير مباشر على الصحة الجسدية، وكثيرًا ما يبحث أصحاب تلك المشكلات عن الحلول السريعة التي تحل الأزمة من جذورها، ويتعبون في رحلة البحث تلك كثيرًا، وعلى الجانب الآخر، يوجد من هم على يقين بأن أحيانًا الأفعال البسيطة المريحة لنا، تكون بمثابة الحلول المؤقتة التي تُسكّن آلامنا، أو ربما تصبّرنا بشكل نسبي على ما أصابنا.
وفي هذا السياق، تناولت الأعمال الفنية العديد من تلك النماذج، حيث يتعرض أبطالها إلى مشكلات عديدة، ويحاولون التحايل عليها من خلال أفعال بسيطة، وآخر تلك الأعمال حكاية عيشها بفرحة، ضمن الحكايات المأخوذة عن كتاب 55 مشكلة حب، للكاتب مصطفى محمود، والتي تعرض حاليًا عبر شبكة قنوات on، وتؤدي بطولتها الفنانة هبة مجدي، والفنان هاني عادل، وتتعرض البطلة خلال أحداث العمل لحادث ينتج عنه إصابتها بالشلل التام، وفي غمضة عين تجد نفسها مضطرة لاستكمال حياتها على كرسي متحرك، بالإضافة إلى تخلي خطيبها عنها في محنتها، لتتدمر حياتها بشكل كامل، وفي ظل تلك المحنة التي ربما كان من الممكن أن تنهي حياتها من القهر التي تعرضت له، تبحث يُسر -هبة مجدي- عن القشة التي تسنتجد بها وسط ذلك الظلام الحالك الذي خيّم على حياتها مؤخرًا؛ لذلك قررت أن تبحث عن شيء يخرجها مما هي فيه، وبالفعل اتجهت لمهنة مساعد مخرج تحت التمرين؛ ما كان له الأثر الضئيل والجيد على حياتها، بالرغم من المأساة التي تعيشها.
هبة مجدي من حكاية عيشها بفرحةهبة مجدي من حكاية عيشها بفرحة
وتزامنًا مع تناول هذا الأمر في حكاية عيشها بفرحة، وفكرة الصراع من أجل البقاء، والتغلب على المصائب بأبسط الأفعال، نتناول في السطور التالية أبرز الأعمال الفنية السينمائية والدرامية، التي حاول أصحابها التغلب على محنهم من خلال تلك الأفعال الصغيرة، التي تعد بمثابة الـ comfort zone لهم.
الغناء حتى الموت.. حرفيًا
دليلة الألفي -شيرين عبد الوهاب- صاحبة الحنجرة الذهبية التي لا يختلف عليها اثنان، التي قررت شق طريقها ومواصلة السير فيه بالرغم من أشواكه، وكانت تمثل كل شوكة من هؤلاء، عقبة جديدة في طريق غنائها، ورفض تام من كل من حولها لهذه الموهبة، ولكن لم يكن الاستستلام في قاموسها؛ لذا قدم لنا مسلسل طريقي، نموذجا للتمسك بالأحلام والطموحات، ولكن في ظل محاولتها تلك في المواصلة مهما تطلب الأمر، يتعثر طريقها شوكة لا يمكن إزالتها بسهولة، حيث تتفاجئ دليلة بتشخيص حالتها بالإصابة بورم سرطاني حميد، يتطلب للتعامل معه، وذلك بناءً على تعليمات الطبيب، أن تتوقف عن الغناء، ولكن الذي لا يعلمه الطبيب، أن هذا الألم بالنسبة لها بمثابة القتل بـ مائة طعنة، ولكن الجدير بالذكر أن الشيء الذي أخرجها من تلك المحنة، هو الغناء ذاته، حيث سمح لها زوجها بالغناء على مسئوليته الشخصية، لتعود لدليلة أنفاسها مجددًا، وتنسى بالغناء، أنها مصابة بورم سرطاني.
مسلسل طريقي
عندما يصبح مضغ اللبان مُسكّنا للكيماوي
أصيبت أمينة بسرطان الدم، في أشد أيامها فرحة، حيث كانت تقوم بتجهيزات زفافها، لتدخل عش الزوجية قريبا، ولكن أرادها القدر أن تدخل غرفة العمليات وجلسات تلقي جرعات الكيماوي، وجدير بالذكر أنه في ظل تلك المحنة التي لا يوجد كلمات توصف مدى صعوبتها، وصعوبة ذلك المرض والكيماوي على من يخضع له، وأثناء مكوث أمينة في غرفتها بالمستشفى وحيدة، يأتي لها سليم -ظافر العابدين-، الذي يجعلها تتذكر أن مضغ اللبان كان أكثر شيء يقلل من حدة توترها عندما كانت صغيرة، ليقرر أن يساعدها في استعادة تلك الهواية، واشترى لها كمية من اللبان، وبالفعل في أكثر من مشهد لها، أثناء وجودها بغرفتها، وخوفها وتوترها من المجهول الذي ينتظرها، تتذكر أمينة اللبان، وتقرر مضغ بعض منه، لتبتسم ويهوّن هذا الفعل عليها شدة المرض والمحنة.
مسلسل حلاوة الدنيا
البوح للورق بما لم يستطع الفم التفوه به
كاريمان الهاربة من القاهرة، لشوارع بورسعيد آملةً في أن تأويها من ماضيها الذي تركته وراء ظهرها، قتلت زوجها عن طريق الخطأ، خطف منها ابنتها الرضيعة وجعلها تعيش مع شقيقته وتتربى بعيدًا عن والدتها، ذهبت لبلد غريب ظلت فيه وحيدة ومنسية بعيدًا عن أهلها، تحولت من سيدة قصر إلى خادمة، كل هذا وأكثر، الذي كان من شأنه أن يكسر ظهر من تتعرض له، وبالفعل كان يعتصر قلب كاريمان عندما تتذكر ابنتها، التي لم تكن تنساها من الأساس، ولكن الشيء البسيط الذي كان يهون عليها حياتها تلك بشكل نسبي، هي مذكراتها، التي كانت تبوح لها ولقلمها بكل ما بداخلها من مشاعر غضب وقهر، تصب على الورق كل ما لم يستطع الفم التفوه به، كانت تروي كل ما يحدث بحياتها تلك الفترة، مخاطبةً ابنتها، آملةً أن تعثر عليها يومًا ما وتجمعهما طريق واحد، وتُريها ما كانت تشعر به في غيابها، وجدير بالذكر أنها ولا مرة فتحت تلك المذكرات، وأغلقتها على الحال التي كانت عليه، فكانت تلك الكتابة تهون عليها كثيرًا وتُزيح عن قلبها بعضا قليلا من الهموم.
مسلسل ليالي أوجينيمسلسل ليالي أوجيني
جوابات الأبلة تهاني مُنجيّة نجوى من الحياة الروتينية
كانت حياة نجوى -غادة عادل- في فيلم في شقة مصر الجديدة، القاطنة بأحياء محافظة المنيا، يُخيّم عليها الملل والروتين، كانت حياتها عبارة عن رحلة السير بين المدرسة التي تعمل بها مُعلمة، وبين منزلها، لا جديد، ولا شيء سوى ذلك، بالإضافة إلى إجبار والدتها لها بالتعرف على العريس الذي تقدّم لها على طريقة زواج الصالونات، ولكنها كانت ترفض بشدة، مجرد الفكرة المبنية على عدم الحب، الحب وأشعاره ما تربت عليهما، وعلى سيرتهما، من خلال كلمات الأبلة تهاني، التي كانت تقصها على طالباتها قديمًا، ومن ضمنهن تلميذتها النجبية نجوى، التي أصبح ولاؤها لمعُلمتها يزيد كل يوم عن الذي قبله، فكانت تكتب لها بشكل دائم ومستمر، جوابات للاطمئنان عليها، وترسلها على منزل تهاني بالقاهرة، وذلك في محاولة منها للتوّنس بالصديقة الوحيدة التي علَمتها معاني الحب، فأصبحت تلك العادة وكتابة تلك الجوابات، هي التي تهوّن على نجوى ملل حياتها وروتينها، وأزمة العريس الذي تقدم لها.
فيلم في شقة مصر الجديدة