موارنة مصر يحيون ذكرى مار كسيسطوس الثاني ومار دومنيك المعترف
تحتفل الكنيسة المارونية، بذكرى مار كسيسطوس الثاني بابا روما الشهيد الذي أقيم حبراً أعظم سنة 257. ولد في اليونان ودرس الفلسفة. امتاز بمحبته للسلام وبروحه الراعوية الطيبة. في زمن الاضطهادات الكبرى كان يُقيم القداس في الدياميس. وفي أحد الأيام وهو يحتفل بالقداس مع سبعة شمامسة في دياميس روما المعروفة باسم كاليستوس دخلت الشرطة وارادت ان تُلقي القبض على المسيحيين. فاسلم نفسه مع اربعة شمامسة لِيَسلَم الآخرون. حُكم عليهم بالقتل ونالوا الاكليل سنة 258 ولحق بهم الشمامسة الثلاثة الباقون. ينسب لهذا القديس نافور للقداس في الطقسين الماروني والسرياني، يتلى في تذكار الموتى.
بالإضافة إلى ذكرى مار دومنيك المعترف الذي ولد في اسبانيا . أسس رهبنة في تولوز في فرنسا ليقاوم هرطقة "الكاثار" (أو مدّعي الطهارة) في أوروبا. وأراد أن يهتم رهبانه بالوعظ والصلاة. تعرف رهبنته باسم رهبنة الدومينيكان، نسبة الى اسمه "دومينيك". توفي في بولونيا في ايطاليا.
وبهذه المناسبة ألقت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: "الوَيلُ لَكم أَيُّها الكَتَبَةُ والفِرِّيسيُّونَ المُراؤون!" ليس ذاك الذي يتنبّأ بالويلات هو مَن يجعل الخاطئين يتعرّضون لها، بل الخطايا التي يقترفُها هؤلاء هي التي تجعلهم مستحقّين للعقاب الذي يتنبّأ به الله لهم ليُعيدَهم إلى طريق الخير. وهذه هي الحال بالنسبة إلى الوالد الذي يوبّخ ابنه بالوعيد. هو لا يستخدمُ هذا الوعيد لأنّ ابنَه يستحقّه بسبب عيوبه؛ بل على العكس، هو يفعلُ ذلك لإبعاده عنه. والحال هذه فقد أعطانا ربّنا سبب هذا الوعيد: "إِنَّكم تُقفِلونَ مَلكوتَ السَّمَواتِ في وُجوهِ النَّاس" إلخ...
هذان الأمران على صلة وثيقة ببعضهما البعض، إذ يكفي أن نمنعَ الآخرين من الدخول إلى ملكوت السَّمَواتِ لكي نُحرمَ منه. ملكوت السَّمَواتِ هو الكتاب المقدّس الذي يحمل معرفة ملكوت السَّمَواتِ؛ وباب السَّمَواتِ هو الذكاء الذي يُساعدُ على فهم هذه المعرفة... ملكوت السَّمَواتِ هو فرح السماء؛ والباب هو الرّب يسوع المسيح الذي به نبلغُ هذا الفرح العظيم؛ والبوّابون هم الكهنة الذين نالوا سلطة تعليم الكتاب المقدّس وتفسيره؛ والمفتاح هو معرفة الكتاب المقدّس، هذه المعرفة التي تفتحُ أمام البشر أبواب الحقيقة، وفتح هذا الباب يعني تفسير الكتاب المقدّس وفقًا لمعناه الحقيقيّ. لاحظوا أنّه لم يقلْ: الويلُ لكم يا مَن لا تَفتَحون، بل يا مَن تُقفِلون. إذًا، هذا يعني أنّ الشريعة ليست مُقفَلة، رغم أنّها تحمل بعض الأمور الغامضة.