”الشجر في إيديها تحفة”.. هكذا نجحت ”سلمى” في إنقاذ البيئة بفنها الإبداعي
باستخدام الفن، يمكن للشخص أن ينظر إلى الأشياء بمنظور مختلف، حيث يشعر بأن هذه الكتل الصلبة تحمل داخلها حياة يمكن إحياؤها بلمسة فنية إبداعية. وبفضل هذه الخطوات الإبداعية، يمكن تغيير مظهر هذه القطع الفنية بالكامل، لدرجة أنه يصعب تصديق أنها كانت بهذا الشكل من قبل.
تحول "سلمى عيد" فنانة اسكندرانية، منزلها لورشة عمل، إذ تمزج فنها بالتحدي في كيف ستحول أخشاب الشجر إلى قطع وأنتيكات فنية تجذب أنظار متذوقي الفن، وتخرج من عمل إيديها الفنية قطع لا شبيه لها.
وحدات إضاءة، طاولات، مرايات، لتنجح سلمى أن تصنع من مختلف اجزاء الشجر قطع ديكورية مختلفة تحتفظ بها في منازلها ومواقع عاشتها، بدلا من أن تكون مصدر للتلوث البيئي.
بداية سلمي بتشجيع رفيقتها في أن تصمم لها بوكية من الورود لزفافها، لتبدأ الفنانة السكندرية في تصميم قطعة فنية تزينها الورود الملونة لم تتخيل أنها ستنجح في تصميمها وأن هذا سيكون بداية مرحلة اكتشاف موهبتها، والتي ترتبط ارتباط قوي بطبيعة الشجر، لتقرر أن تتبع شغف موهبتها، وان كما للأشجار جمال وبهاء بلونها الأخضر وجذوعها العريقة ذات التصميم العريق ان يكون لها ذات البهاء بعد قطعها بإحياءها بالفن من جديد، بعد اكتمال مراحل تحويلها المستوحى من عراقة التكوين الحداثة التصميم.
تقف سلمى بين كشك خشبي صغير في الدور الأخير من منزلها، يتسع لمساحات كبيرة من أخشاب الشجر، وتتخذ لحظة صمت يملأها التفكير اي من القطع الخشبية ستفارق هذا المكان لتتجدد حياتها بالفن وتصبح قطعة فنية تستوعب التصميم الذي رسم في مخيلتها الإبداعية.
لتبدأ رحلتها الفنية في مراحل عديدة، بدءا من تجهيز تلك القطعة الخشبية المختارة وسنفرتها وتنعيمها، وطلائها لمعالجتها بمادة السيلر، ثم تقطيعها ونحتها وفقا لرسمتها الفنية، لتعلق: "لايوجد قاعدة من الأول التصميم أو اختيار القطعة الخشبية ولكن كثيرا التصميم هو الرابح ببداية الخطوة، لينتج قطعة فنية لا نسخة ثانية منها.
توضح سلمى أن هناك أنواع كثيرة من أنواع الشجر تستخدم في القطع الفنية، مثل شجر الكافور، التوت، الصنت ولكن تعد اجملها شجر الزيتون، لملمسها الناعم وجمالها الذي تمنحه للتصميم.
وعلى الرغم من كل تلك المراحل الفنية من تحويل قطع الشجر الخشبية الى قطع ومجسمات فنية، إلا أن الفنانة السكندرية تضيق بها المساحة التسويقية في الإسكندرية، ولا تجد سوى صفحات التسويق الالكترونية، او المعارض في الساحل الشمالي ومحافظة القاهرة، مشيدة بأن معرض ديارنا المنظم من قبل وزارة التضامن الاجتماعي نجح في خلق مساحة متسعة لأصحاب الصناعات اليدوية ولكن مازلنا في الاسكندرية بحاجة لمزيد من تلك المعارض المجعمة لتستوعب اصحاب المشروعات.
"أنا فخورة بشغل" هكذا عبرت سلمى عيد الفنانة السكندرية عن فنها وعملها لنجاحها في إنقاذ البيئة من مصير حرق تلك القطعة الشجرية وتحويلها بلمسة ابداعية الى مجسمات فنية ذات مساحة شاسعة من الابداع.