العالم عند درجة الغليان!
درجة الحرارة «المحسوسة» فى القاهرة والوجه البحرى، بلغت، أمس الثلاثاء، ٤١ درجة مئوية، وتتوقع «هيئة الأرصاد الجوية» أن تنخفض، اليوم وغدًا، إلى ٣٩ درجة مئوية، مع شبورة مائية فى الصباح الباكر حتى السادسة صباحًا تقريبًا على الطرق الزراعية والسريعة والقريبة من المسطحات المائية المؤدية، من وإلى القاهرة الكبرى والوجه البحرى والسواحل الشمالية ومدن القناة ووسط سيناء.
موجة الحر التى نعيشها، تعود غالبًا، أو على الأرجح، إلى الظواهر الجوية المتطرفة، الناتجة عن تغير المناخ التى من المتوقع أن تشتد إذ قدّرت بيانات مراكز الطقس، أو هيئات الأرصاد الجوية، فى معظم دول العالم أن نسبة الأيام التى ستشهد درجات حرارة مرتفعة، قد تزيد من ٤٦ إلى ٦٣٪ خلال الثلاثين سنة المقبلة. وبعد أن كسرت درجات الحرارة فى إيطاليا وإسبانيا وتركيا، أمس الأول الإثنين، حاجز الـ٤٠ درجة مئوية، بالتزامن مع «الموجة الطويلة من الحر الشديد»، التى تتأثر بها القاهرة الكبرى، والوجه البحرى، وجنوب البلاد، وجنوب سيناء، والتى تتأثر بها أيضًا بلاد المغرب العربى، قالت هيئتنا الوطنية، «هيئة الأرصاد الجوية»، فى حسابها الرسمى على «فيسبوك»، صباح أمس الثلاثاء، إن الدول المطلة على البحر المتوسط أصبحت تحت وطأة الموجة شديدة الحرارة، متوقعة المزيد من الحرارة الحارقة فى الأيام المقبلة!
العالم، بات على حافة جهنم، حرفيًا وليس مجازًا، وما انتهت إليه هيئتنا الوطنية أكدته وكالة الفضاء الأوروبية التى قالت إن أوروبا قد تسجّل هذا الأسبوع أعلى درجة حرارة فيها على الإطلاق، تحديدًا فى جزيرتَى صقلية وسردينيا الإيطاليتَين، اللتين توقعت أن تصل الحرارة فيهما إلى ٤٨ درجة مئوية. كما أصدرت إيطاليا إشعار تنبيه أحمر يضع ١٦ مدينة فى حالة تأهب، وطالبت الإيطاليين بضرورة الاستعداد «لأشدّ موجة حر فى الصيف، ولواحدة من أشدّ موجات الحرّ على الإطلاق»، بعد أن سجّلت روما الإثنين ٤٠ درجة مئوية، وما يتراوح بين ٤٢ و٤٣ مئوية الثلاثاء لتحطم درجة الحرارة القياسية التى كان تم تسجيلها فى أغسطس ٢٠٠٧ وبلغت ٤٠.٥ درجة مئوية. وفى إسبانيا، أعلنت هيئة الأرصاد الجوية الوطنية عن تسجيل «درجات حرارة عالية بمستويات غير طبيعية»، مشيرة إلى أنها قد تتجاوز ٤٤ درجة مئوية فى مدينة قرطبة.
خدمات الأرصاد الجوية فى الصين أعلنت، أيضًا، أمس الأول الإثنين، عن تسجيل ٥٢.٢ درجة مئوية فى شمال غربى البلاد، وهى درجة حرارة قياسية لمنتصف يوليو. وفى هذا السياق أو هذا الجحيم، زار جون كيرى، المبعوث الأمريكى للمناخ، العاصمة الصينية بكين، وأجرى محادثات مع نظيره الصينى شيه تشن هوا، استأنف بها الحوار المعلق منذ سنة تقريبًا بين أكبر مسببين للاحتباس الحرارى فى العالم.
صحيح أن زيارات المسئولين الأمريكيين توالت للصين فى الأشهر الأخيرة، من وزير الخارجية أنتونى بلينكن فى يونيو، إلى وزيرة الخزانة جانيت يلين أوائل يوليو. غير أن زيارة كيرى الثالثة له إلى الصين منذ توليه منصبه، تأتى فى وقت بات تأثير التغير المناخى واضحًا مع موجات حر فى عدد كبير من مناطق العالم، ومع توقعات هيئة الأرصاد الجوية الأمريكية، NWS، أن تبلغ موجة الحر «واسعة النطاق وشديدة الوطأة» ذروتها فى الولايات الجنوبية والغربية، وتسجيل منطقة وادى الموت بولاية كاليفورنيا، التى تعد من أكثر المناطق سخونة فى العالم، درجة حرارة شبه قياسية وصلت إلى ٥٢ درجة مئوية بعد ظهر الأحد. كما ذكرت مراكز تتبع الطقس فى الولايات المتحدة، أن هذا العام سيشهد حوالى ٩٠ يومًا من درجات الحرارة التى تتجاوز ٣٨ درجة مئوية فى جميع أنحاء الولايات المتحدة القارية، وتوقعت استمرارها حتى الأسبوع المقبل.
.. وتبقى الإشارة إلى أن لجنة تابعة لمجموعة العشرين قالت فى تقرير أصدرته، أمس الثلاثاء، إن هناك حاجة إلى إنفاق حوالى ثلاثة تريليونات دولار سنويًا، حتى سنة ٢٠٣٠، على الاستثمارات المتعلقة بالعمل المناخى وتحقيق أهداف التنمية المستدامة الأخرى.