ذكرى 3 يوليو.. مرسى يُنكر أعداد المتظاهرين.. والسيسى: سأحضر لك سيديهات لتشاهدها
قبل أيام من اليوم الأعظم ٣٠ يونيو ٢٠١٣ كان القيادى الإخوانى عصام العريان يتحدث إلى قناة «مصر ٢٥» الإخوانية، سأله المذيع: ما الذى سيحدث بعد ٣٠ يونيو؟ فرد مبتسمًا ومستخفًا: سيأتى ١ يوليو. لم تكن الجماعة تتوقع أبدًا أن تخرج كل هذه الملايين إلى الشوارع فى ٣٠ يونيو، فقد قلل الإخوان من شأن المحتجين والمعترضين والغاضبين، والذين وقعوا بالفعل على استمارة تمرد التى طالبت بعزل مرسى، ووصل عددهم مساء ٢٩ يونيو ٢٠١٣ إلى ما يقرب من ٢٣ مليونًا.
كان محمد مرسى الذى انتقل إلى نادى أرض الحرس يتابع أحداث يوم ٣٠ يونيو من قناة «مصر ٢٥»، وهو ما جعله بعد ذلك يقول إن من خرجوا لا يزيدون عن ١٢٠ ألفًا فقط، وهو ما كانت تردده القناة الإخوانية، وعندما التقى وزير الدفاع بمرسى يوم ٢ يوليو ٢٠١٣ وجده يردد هذا الرقم بيقين، فقال له: سأحضر لك سيديهات لمشاهد مصورة من الطائرة.
السيسى كان يتابع الأحداث من زاوية مختلفة، يقول: كان اهتمامى يوم ٣٠ يونيو هو متابعة الأوضاع على الأرض وتقويم التقديرات التى سبق التوصل إليها والاستعداد للتدخل لتأمين وحماية المواطنين والممتلكات العامة، إذا ما حاول أى طرف الإخلال بالأمن وتهديد المواطنين والمنشآت.
كان عبدالفتاح السيسى يتوقع حشودًا كبيرة تشارك فى المظاهرات، لكنه فوجئ بكل هذا الملايين، وهو ما جعله يصف ما حدث بأنه كان هائلًا، بل كان نقطة فارقة فى تاريخ مصر.
لدى السيسى توصيف أكثر دقة لما جرى.
يقول: الشعب المصرى خرج، لأنه خاف على وسطيته، خاف على مستقبله، لم يشعر أن البلد بلده، وهذا محرك ٣٠ يونيو، الناس نزلت نزولًا غير مسبوق بعشرات الملايين، ووضعت من جديد القوات المسلحة أمام مسئوليتها التاريخية، إنقاذًا للإرادة الشعبية، ناس بسيطة نزلت، شباب، نخب، أسر، كأنهم يهاجرون من مكان خطر إلى مكان آمن، يهاجرون من حالة إلى حالة، النزول كان هجرة من الواقع الموجود إلى حالة الدولة المصرية المأمولة، إلى الواقع الجديد المنشود، الناس نزلت تقول لا، نحن لن نعيش بهذه الصورة، وكانت الهجرة من واقع خافوا منه إلى واقع يأملون فيه، المصريون خرجوا فى كل مكان، هناك أماكن لم يتم تصويرها جوًا، لكننا رصدناها من خلال عناصر القوات المسلحة بها.
كانت الملايين فى الشارع تهتف بسقوط حكم محمد مرسى، وكان الجيش وحتى اللحظة الأخيرة يرغب فى ألا تصل الأمور إلى حافة الهاوية، فى ٣٠ يونيو ٢٠١٣ أعلن المجلس العسكرى عن مهلة أخرى، مدتها هذه المرة ٤٨ ساعة أملًا فى أن تصل الأمور إلى نقطة تفاهم.
كان من المفروض أنه فى ٣٠ يونيو تنتهى مهلة الأسبوع التى منحتها القوات المسلحة للقوى السياسية المختلفة للتفاهم، لكن لم يتحدث الجيش عن هذه المهلة إلا يوم ١ يوليو، وكان الهدف من ذلك إعطاء مزيد من الوقت للتواصل الجاد بين الأطراف وعدم التعجل فى اتخاذ القرارات.
المفاجأة أن القوات المسلحة منحت القوى السياسية مهلة أخرى يوم ١ يوليو مدتها ٤٨ ساعة، وبررها السيسى بقوله: كنت شايف مخاطر شديدة جدًا، والبلد وصل لمرحلة خطيرة، وكنت أقول لو هناك مخرج يبقى أفضل.