أول زيارة رئاسية لأنجولا!
فى مستهل جولته الإفريقية، التى تشمل زامبيا وموزمبيق، وصل الرئيس عبدالفتاح السيسى، أمس الأول الثلاثاء، إلى العاصمة الأنجولية لواندا، ليكون أول رئيس مصرى يزور الدولة الشقيقة، سابع أكبر دول القارة، برغم أن علاقاتنا الدبلوماسية معها بدأت سنة ١٩٧٦، بعد شهور قليلة من استقلالها، التى شاركتها مصر فى كفاحها من أجله، واستضافت القاهرة سنة ١٩٦٥ أول مكتب إقليمى لـ«حزب الحركة الشعبية لتحرير أنجولا».
تأسس «حزب الحركة الشعبية لتحرير أنجولا»، المعروف اختصارًا باسم MPLA، فى ديسمبر ١٩٥٦، وشارك فى حرب الاستقلال ضد الاستعمار البرتغالى، منذ ١٩٦١، إلى أن تحقق الاستقلال، فى ١١ نوفمبر ١٩٧٥، وفى اليوم نفسه، تم إعلان «جمهورية أنجولا الشعبية»، وأصبح الشاعر أوجوستينيو نيتو، أول رئيس للبلاد بعد الاستقلال، وخلَفه سنة ١٩٧٩، خوسيه إدواردو دوس سانتوس، الذى ظل فى منصبه حتى ٢٦ سبتمبر ٢٠١٧، وأعرب فى مناسبات وسياقات مختلفة عن شكره العميق للدولة المصرية عن دعمها بلاده خلال فترة الاستعمار البرتغالى، وأيضًا خلال فترة الحرب الأهلية، التى استمرت لأكثر من ٢٧ سنة.
الدولة الشقيقة، الواقعة فى جنوب وسط القارة على الساحل الغربى للمحيط الأطلسى، لديها احتياطيات ضخمة من المعادن والنفط، ومنذ انتهاء الحرب الأهلية سنة ٢٠٠٢، صار اقتصادها واحدًا من أسرع الاقتصادات الإفريقية نموًا. وعليه، حرصت دولة ٣٠ يونيو على ترجمة العلاقات السياسية المتميزة إلى مشروعات واستثمارات تخدم الاقتصادين المصرى والأنجولى. وفى ١٣ ديسمبر ٢٠١٨، أعلن وزيرا التجارة والصناعة، فى البلدين، عن تشكيل فريق عمل مشترك لتحديد مجالات التعاون ذات الأولوية، واتفقا على بدء تنفيذ عدد من مشروعات التعاون الاقتصادى التجارى والصناعى والاستثمارى فى أسرع وقت ممكن.
فى ظل العلاقات الطيبة، التى جمعت الرئيس عبدالفتاح السيسى والرئيس دوس سانتوس، ثم بالرئيس الحالى، جواو لورينسو، زاد حجم التبادل التجارى بين البلدين، أيضًا، بشكل مطرد، وارتفع خلال السنة الماضية، مثلًا، بنسبة ١٣.١٪، غير أنه لم يصل بعد إلى المستوى المطلوب، أو المأمول، ولا يتناسب مع العلاقات الودية بين البلدين الشقيقين. كما لا تزال تدفقات الاستثمارات الثنائية قليلة جدًا، قياسًا بالإمكانات المتاحة.
مع سبل تعزيز العلاقات الثنائية فى المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية، تناول الرئيس السيسى مع الرئيس لورينسو، خلال لقائهما، أمس، قضايا النزاعات بالقارة الإفريقية وسبل تسويتها، والنشاط الذى يقوم به الرئيس الأنجولى وبلاده فى تسوية النزاعات، سواء من خلال مؤتمر دول البحيرات العظمى، أو منطقة الجنوب والوسط الإفريقى. كما ناقش الزعيمان أيضًا مستجدات القضايا والملفات الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، وتعزيز التعاون لبلورة أطر العمل الإفريقى المشترك بهدف دفع عملية التنمية وتعزيز الاندماج أو التكامل الاقتصادى وتطوير التعاون فى كل المجالات، خاصة المجالات التنموية كالتشييد والطاقة والبنية التحتية.
فرص التعاون بين البلدين، جرت مناقشتها الشهر الماضى، أيضًا، خلال «اللقاء الاستثمارى الاقتصادى المصرى الأنجولى ٢٠٢٣»، الذى أقامته «جمعية رجال الأعمال المصريين الأفارقة»، بالتعاون مع السفارة الأنجولية بالقاهرة، وشهد استعراض بعض التجارب والخبرات وآليات سبل التعاون بين المؤسسات والشركات المتخصصة. وسبق هذا اللقاء «منتدى رجال الأعمال المصرى الأنجولى» الذى أقيم بالعاصمة لواندا، فى يوليو الماضى، بالتزامن مع قيام وفد مصرى من المجلس التصديرى للصناعات الهندسية بزيارة أنجولا. كما زار القاهرة تيتى أنطونيو، وزير الخارجية الأنجولى، فى مارس ٢٠٢٢، واستقبله الرئيس السيسى، وسامح شكرى، وزير الخارجية، ثم شارك فى مائدة مستديرة عن «الاستثمار بين مصر وأنجولا»، أقامها «بنك التصدير والاستيراد الإفريقى»، أفريكسم بنك، وأكد فيها رغبة بلاده فى تعزيز التجارة البينية والاستثمارات مع مصر، واستعدادها لإتاحة وصول المنتجات المصرية إلى أسواق وسط وجنوب القارة السمراء.
.. وتبقى الإشارة إلى أن الرئيس السيسى غادر لواندا، متوجهًا إلى العاصمة الزامبية لوساكا، ليشارك اليوم الخميس، فى أعمال القمة الثانية والعشرين قمة «السوق المشتركة لشرق وجنوب إفريقيا»، كوميسا، التى ستشهد تسليم الرئاسة الدورية للتجمع من مصر إلى دولة زامبيا الشقيقة.