الأنبا نيقولا أنطونيو يوضح أبرز المعلومات عن أيقونة ضيافة إبراهيم برواق تيرياكوف بموسكو
نشر الأنبا نيقولا أنطونيو، مطران طنطا والغربية للروم الارثوذكس، عبر حسابه الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي، أيقونة ضيافة ابراهيم، والمتعلقة باحتفالات الكنيسة بعيد الثالوث القدوس.
ونشر الأنبا نيقولا تعليق الأب بسام آشجي، على الأيقونة الذي قال، أيقونة أندره روبليف الشهيرة، رُسمت هذه الأيقونة سنة 1425، وهي محفوظة الآن في رواق تيرياكوف بموسكو.
وتابع، لقد أخذ الرسام القديس قصة استقبال إبراهيم للملائكة الثلاثة كنقطة انطلاق للتعريف عن الثالوث، جرّد الحدث من تاريخيته وأعاده إلى أصله أي إلى الأزلية. لقد عرّى اللوحة من كل التفاصيل المألوفة وسما بالمنظر العام إلى أجواءٍ أثيرية سماوية رفيعة.
وأضاف لأب بسام آشجي، ولم يبقَ إلا الكأس على المائدة وغصن شجرة ومظهراً جانبياً لهيكل، وبعض الصخور المنحنية. فردّ هكذا الثالوث إلى حقيقته قبل إنشاء العالم، محاولاً بكل تواضع أن يصوّر الحياة الإيقاعية ضمن الثالوث، وكأنه يتنشّق الهواء الأزلي ويلحن أنغام الحب المعبّر عنه في صميم الألوهة.
وفي تفسير بول إفدوكيموف، الآب في الوسط، لأنه مصدر الألوهية ومنبعها، كما يقول الآباء الشرقيون، إنه في الوسط لأنه "محبة"، فالذي في الوسط لا يستطيع إلا أن يعيش"الشركة" مع من على يمينه وعلى يساره.
أما الجالس عن يمين الآب فهو الابن كما نقرأ في قانون الإيمان ثيابه الترابية ليست كثيفة، تستطيع أن تشفّ الألوهة المعبر عنها باللون الأزرق الذي تميز به الراهب الفنان فتسمى باسمه (أزرق روبليف)، الإنسانية في عمقها تشف مجد الألوهة. تمتد يد الآب إليه بانحناء ولطف، كأنه يفيض فيه ملء وحيه، لا بل يلده كلمة، فالآب في ذاته في صمت وسكون، إنه بالابن يتكلم، الابن كلمته، وبالروح يفعل.
ويستكمل تفسير بول إفدوكيموف، الروح القدس جالس إلى يسار الآب، يحمل وجه الآب، نظرته كنظرة الآب متجهة نحو الابن. تنطلق منه الحركة الدائرية وعنده تنتهي. ثيابه زرقاء كوشاح الآب تعكس ألوهيته. رداؤه الأخضر يدل على الحياة والخصوبة، فهو الحي والمحيي، دائم الشباب والجدة. خلفه الصخرة المنحنية التي تدل على جبال تجليات الله كسيناء وثابور والعلية، وهو أيضاً، كالآب والابن، يمد يده نحو كأس الحمل، حيث الفداء عمل الثلاثة، فالوجوه الثلاثة مع كل ما تحمل من سكون وسلام تبدو عليها مسحة من حزن الصليب، وكأن الله لا يجد نفسه إلا بمشاركة آلام البشر.