مؤتمر العمل العربى.. والدولى
ببرقية حملت «أسمى عبارات الشكر والتقدير»، وجهها «أطراف العمل الثلاثة العرب» للرئيس عبدالفتاح السيسى، عن دعمه لتعزيز العمل العربى المشترك، انتهت، أمس الأول الخميس، الجلسة الختامية للدورة التاسعة والأربعين من «مؤتمر العمل العربى»، التى استضافتها القاهرة، وشارك فيها وزراء العمل العرب، ومسئولو منظمات أصحاب الأعمال ورؤساء أعضاء الاتحادات والنقابات العمالية، وممثلو جامعة الدول العربية والمنظمات العربية والإقليمية والدولية ذات الصلة، وعدد من الشخصيات العامة.
جاءت توصيات هذه الدورة، إجمالًا، لتؤكد أهمية العمل العربى المشترك فى قضايا العمل. كما أشارت إلى أهمية اعتماد عقد اجتماعى عربى جديد، ودعت الدول العربية إلى العمل على بناء مؤسسات فعالة ترصد أى أزمات محتملة الحدوث وتحدّد أوجه التعامل معها بصورة مسبقة، و... و... وطالبت بتطوير وتحديث مضامين الحوار الاجتماعى وتوظيفه، واعتماد الاستراتيجية العربية للتدريب والتعليم الفنى، وتكليف مكتب العمل العربى بتعميم هذه الاستراتيجية على أطراف الإنتاج الثلاثة والجهات ذات الصلة.
المؤتمر هو السلطة العليا فى «منظمة العمل العربية»، التى تمتاز عن سائر المنظمات العربية المتخصصة بتطبيق نظام تمثيل ثلاثى، تتشارك فيه الحكومات وأصحاب الأعمال والعمال فى كل نشاطاتها وأجهزتها. وخلال هذه الدورة جرى اختيار مصر، ممثلة فى وزارة القوى العاملة، لتكون عضوًا أصيلًا فى فريق الحكومات بمجلس إدارة المنظمة. كما تضمنت البرقية الموجهة للرئيس السيسى، التى تلاها فايز المطيرى، المدير العام للمنظمة، إشادة بدور الدولة المصرية فى رعاية كل عمل عربى مشترك. وقبل ذلك كله، كانت كلمة الرئيس فى الجلسة الافتتاحية، التى ألقاها حسن شحاتة، وزير القوى العاملة، قد أكدت أن مصر، قيادة وحكومةً وشعبًا، تحرص دائمًا على تعزيز دورها القومى، وستظل داعمة لكل قضايا الأمة العربية.
كان أبرز التوصيات، أو أكثرها أهمية، فى رأينا، هى تلك التى دعت الدول العربية إلى التنسيق مع مجموعات الدول الإسلامية والإفريقية، المشاركة فى الدورة رقم ١١١ من «مؤتمر العمل الدولى»، المقرر عقده فى ٥ يونيو المقبل، لتوحيد، أو لتأكيد، الموقف الرافض لبعض محاور ومجالات عمل خطة وموازنة «منظمة العمل الدولية» لعامى ٢٠٢٤ و٢٠٢٥، المتعلقة بالجنس والنوع والهوية الجنسية، وأى مصطلحات غير متفق عليها فى إطار هيئات المنظمة، والتى لا يوجد لها تعريف فى القانون الدولى أو معايير العمل الدولية أو العربية، وتكليف مدير عام المنظمة العربية بعقد لقاء مع مدير عام المنظمة الدولية، لشرح الموقف العربى الرافض لأى برامج أو أنشطة قد تتعارض مع المبادئ والقيم الإنسانية للأديان السماوية.
مواجهات ساخنة، إذن، قد يشهدها مؤتمر العمل الدولى، الذى سيُقام فى قصر الأمم المتحدة بمدينة جنيف السويسرية، وقد تزداد سخونتها بعد أن دعت توصيات المؤتمر العربى إلى العمل على دعم المطالب الفلسطينية، ومتابعة تنفيذ القرارات الدولية المتعلقة بإدانة السلطات الإسرائيلية عن ممارساتها العنصرية وانتهاكها الحريات والحقوق النقابية، وكذلك آثار الاستيطان الإسرائيلى على أوضاع العمال العرب فى فلسطين والأراضى العربية المحتلة، وتكليف مكتب العمل العربى باتخاذ الإجراءات التنظيمية المناسبة لعقد الملتقى الدولى للتضامن مع عمال وشعب فلسطين والأراضى العربية المحتلة الأخرى على هامش اجتماعات مؤتمر العمل الدولى، والتأكيد على القرارات السابقة بشأن الضغط على منظمة العمل الدولية لتحويل تقرير مديرها العام إلى آليات تنفيذية لوقف الانتهاكات الإسرائيلية لحقوق العمال الفلسطينيين.
.. أخيرًا، ومع إشادة المؤتمر باستعادة سوريا مقعدها فى جامعة الدول العربية، استوقفتنا كلمة سمير عبدالله ناس، رئيس اتحاد الغرف التجارية العربية، رئيس غرفة تجارة وصناعة مملكة البحرين، التى أشاد فيها بـ«الجهود التنموية الكبرى التى تشهدها مصر على مختلف الأصعدة»، وأشار إلى أن «الاقتصادات العربية تحتاج إلى مزيد من الاندماج والتكامل وتنويع ما تقدمه من صناعات ومنتجات»، موضحًا أن اتحاد الغرف العربية بادر بوضع آليات محفزة لتعزيز العمل العربى المشترك فى شتى الأنشطة الاقتصادية، والتنسيق فى جميع المجالات، خاصة التى تؤثر تأثيرًا مباشرًا على مستوى المعيشة للمواطن العربى.
