قبل ساعات من سقوطها.. ”كابول تحت الحصار” وفرار جماعي للسكان
تصاعد التوتر والضغوط المفروضة على بقايا الحكومة الأفغانية في العاصمة كابول، في ظل التقدم السريع لعناصر حركة طالبان نحو المدينة.
وسيطر مسلحو طالبان على مدينة جلال أباد الشرقية في ساعة مبكرة من صباح اليوم الأحد، دون مقاومة تذكر، لتظل العاصمة هي المدينة الرئيسية الوحيدة التي لا تزال تحت سيطرة الحكومة.
وجاء ذلك في أعقاب السيطرة على مزار الشريف آخر معاقل الحكومة شمالي البلاد.
ويضع انهيار القوات الحكومية الرئيس أشرف غني تحت ضغوط متزايدة للاستقالة.
في غضون ذلك، قالت الولايات المتحدة إنها ستنشر 5000 جندي للمساعدة في إجلاء مواطنيها.
ومن المقرر أن يصل حوالي 600 جندي بريطاني إلى كابول في نهاية هذا الأسبوع للمساعدة في إجلاء الرعايا البريطانيين.
ودافع الرئيس جو بايدن عن قرار الانسحاب الأمريكي من أفغانستان، قائلاً إنه لا يستطيع تبرير وجود قواته إلى ما لا نهاية في بلد تستعر فيها الصراعات الأهلية.
أفادت تقارير صباح اليوم الأحد، بأن طالبان سيطرت على المدينة دون إطلاق رصاصة واحدة، بعد استسلام حاكمها، في سبيل تأمين وإنقاذ أرواح المدنيين.
وسيطرت طالبان على جلال أباد أتاحت الفرصة لعناصر الحركة المتشددة بتأمين الطرق التي تربط المدن الرئيسية بباكستان.
جاء ذلك بعد ساعات من سقوط مزار الشريف - عاصمة إقليم بلخ ورابع أكبر مدينة في أفغانستان - دون قتال إلى حد كبير.
وقال عباس إبراهيم زاده، النائب عن بلخ ، لوكالة أسوشييتد برس، إن الجيش الوطني كان أول من استسلم، ما دفع القوات الموالية للحكومة والميليشيات الأخرى إلى الاستسلام، لتزداد الرقعة التي تسيطر عليها عناصر طالبان إلى 23 ولاية من أصل 34 عاصمة إقليمية.
تسبب القتال في نزوح أكثر من ربع مليون شخص من مناطقهم. واتجه غالبية الفارين إلى العاصمة كابول بحثا عن الأمان من تقدم حركة طالبان المستمر وسيطرتها على معظم أجزاء أفغانستان.
وفرضت طالبان قواعدها الخاصة في المدن التي سيطرت عليها، وتم إجبار النساء على ارتداء البرقع كما ورد أن المسلحين قاموا بضرب وجلد الناس لخرقهم القواعد الاجتماعية.
قال بعض الذين فروا من المناطق التي تسيطر عليها طالبان إن المسلحين هناك يطالبون العائلات بتسليم الفتيات والنساء غير المتزوجات ليصبحن زوجات لمقاتليهم.
ووقف سكان كابول في طوابير طويلة أمام البنوك في محاولة لسحب مدخراتهم، وبحسب الأنباء الواردة نفد المال بالفعل في بعض الفروع.
ووردت تقارير أيضًا عن أعمال شغب في سجن بول الشرقي على مشارف العاصمة، حيث قال السكان المحليون إنهم سمعوا إطلاق النار من المنشأة.
وفي خطاب تلفزيوني مسجل مسبقًا أمس السبت، قال الرئيس أشرف غني إن الأولوية القصوى هي إعادة تعبئة القوات المسلحة الأفغانية لمنع المزيد من الدمار وتشريد الناس.
جاء الخطاب وسط تكهنات من قبل البعض بأن غني ربما كان على وشك إعلان استقالته.