انتهاء الهيمنة.. كيف بدأت روسيا ودول العالم باستبدال الدولار الأمريكي بعملة جديدة؟

يتزايد اهتمام روسيا والدول الاخري بـ اليوان الصيني، وكذلك تسوية المعملات التجارية الدولية بالعملة الصينية.

وخلال المفاوضات مع الزعيم الصيني شي جين بينج، دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى الانتقال إلى اليوان في التسويات التجارية بين دول آسيا وإفريقيا وأمريكا اللاتينية.

وأشار إلى أن ثلثي حجم التجارة بين روسيا والصين يتم بالفعل بالعملات الوطنية.

ويتزايد اهتمام الروس بشراء اليوان النقدي وغير النقدي والمنتجات المصرفية بالعملة الصينية، ووفقًا لنتائج الربع الأول من العام، سجلت VTB زيادة في محفظة الودائع باليوان إلى 7.7 مليار يوان، بالإضافة إلى 15٪ على أساس سنوي.

وفي العام الماضي، أصدر عملاء البنك أكثر من 10 آلاف ودائع باليوان، وهذا هو الطلب على هذه الودائع "ينمو بوتيرة متسارعة"، حسبما ذكرت صحيفة "كوميرسانت".

بالإضافة إلى ذلك، تواصل البنوك الروسية زيادة حجم قروض الشركات باليوان.

بيان عاجل من أمريكا بعد أنباء تطوير روسيا والصين بديلا لـ الدولار عملة احتياطية جديدة.. عدد كبير من الدول يستعد للتخلي عن الدولار الأمريكي

وبلغت محفظة قروض "سبيربنك" نحو تسعة مليارات يوان بنهاية العام الماضي، وبلغت محفظة ألفا بنك 18 مليارا بنهاية فبراير.

ووصل الأمر إلى درجة أن اليوان دفع اليورو إلى أعلى ثلاث عملات لتحقيق وفورات نقدية.

في المقام الأول الروبل (34.9٪)، وفي المرتبة الثانية الدولار (28.3٪)، و17.4٪ من الروس يحتفظون بالمال باليوان.

وذكرت صحيفة “إزفيستيا” الروسية أن 8.4٪ فقط من الروس يستخدمون العملة الأوروبية الآن.

لماذا ينمو الطلب على عملة الصين؟

وأوضح الاقتصادي أليكسي زوبيتس، مدير معهد البحوث الاجتماعية والاقتصادية التابع للجامعة المالية التابعة لحكومة الاتحاد الروسي، أن اليوان محمي من العقوبات.

وتقسم الصين السياسة والاقتصاد ولا تستخدم عملتها للضغط السياسي، كما هو الحال مع الدولار واليورو.

وقال زوبيتس: "من وجهة نظر تراكم المخاطر العالمية، فإن الهجرة نحو العملات المحمية بالعقوبات لن تتطور إلا".

ومن الواضح أن الولايات المتحدة، الشريك التجاري الرئيسي للصين، لن تتحول إلى اليوان، ولن تتخلى أوروبا عن عملتها أيضا.

ولكن، وفقا للاقتصادي، ستسعى العديد من البلدان جاهدة لاستبدال الدولار واليورو باليوان لأسباب سياسية واقتصادية.

ذكر أليكسي زوبيتس أن اليوان يستخدم لتشكيل احتياطيات صندوق النقد الدولي، وهو اعتراف بالجودة العالية للعملة. إنه موثوق، لذلك فهو جذاب لتسوية المعاملات الدولية.

وقال: "اليوان نفسه غير جذاب للاستثمار، على عكس الاقتصاد الصيني. إذا كنت ترغب في الاستثمار في الإنتاج الصيني أو القطاع المالي، فيجب عليك شراء اليوان. وهم ليسوا مثيرين للاهتمام بشكل خاص في حد ذاتهم".

رد فعل أمريكا

قالت وزيرة الخزانة الأمريكية، جانيت يلين، إن روسيا والصين ترغبان في تطوير بديل لـ الدولار الأمريكي ولكن تحقيق هذا أمر صعب جدا.

وأكدت يلين، أنها "واثقة من أن الدولار الأمريكي سيبقى عملة الاحتياطي العالمي”.

وقالت وزيرة الخزانة الأمريكية: “اتخذنا إجراءات بشأن بنك سيليكون فالي وسنحد من أي مخاطر تُقوّض أمن المودعين وتهدد نظامنا المصرفي”.

وأضافت: “نسير في طريق تقليل التضخم بينما نحافظ على سوق عمل قوي”.