عاش فيه طلعت حرب.. حكاية قصر الدكتور محمود سامي بالمنصورة
يعد قصر الدكتور محمود سامي بالمنصورة أحد القصور التى لها تاريخ فى المنصورة.
ذكر الدكتور إيهاب الشربيني في كتابه " حكايات المنصورة" انه أثناء ثورة 1919 وفي فناء قصر جديد لايزال تحت الإنشاء بالطوب الأحمر يطل على شارع البحر من ناحية وعلى النيل من ناحية أخرى، ويقع أمام مستشفى المنصورة العام مباشرة يملكه الطبيب الشاب محمود سامي زوج خديجة هانم طلعت حرب، وقف سامي ومعه بعض العمال والشباب خلف القصر مختبئين، فتكلم الدكتور محمود قائلا" معوض وسيد وعمر وعلي انتم هتقطعوا خطوط التليفون والتلغراف، وإبراهيم وحسن وعبد العزيز ومدكور هتقطعوا خط السكة الحديد قبل طلخا ومعاكم رجالة من القرى المجاورة، ثم أردف قائلا: لازم يا رجالة نقطع كله في وقت واحد علشان ما يجيش عساكر إنجليز أكتر ، ثم اردف قائلا لا اله إلا الله في بركة الله وخلوا بالكم من نفسكم".
وتابع " الشربينى " أن هناك غليان ساد بين الناس بعد ما فعله الإنجليز ورغم انقطاع السفر وقلة الموارد إلا أن الجميع كان مصرا على الثورة ضد المحتل سواء كانوا أغنياء أو فقراء ، وبدأ الجميع في قطع الخطوط على الإنجليز، الذي قاموا بقمع المقاومة في كل مدن قرى مصر، أما حياة الأجانب الذين كانوا بالآلاف في المنصورة فقد كانت تسير بشكل طبيعي ولم يتعرض لهم أحد، وظلت الثورة عدة أيام، أما القنصل الإنجليزي بالمنصورة والمسمى مردوخ فقد قام بإرسال تقارير للقيادة الإنجليزية عن المقاومة في المنصورة، وأوضح فيها أن محمود سامي واحداً ممن يتزعمون مقاومة الإنجليز بالمنصورة، فقام القائد الإنجليزي بالمنصورة بتهديده بشنقه، وبعد أيام عاد سعد زغلول من المنفى ومعه رفقاءه مما أدى إلى هدوء الأوضاع مرة أخرى في المنصورة.
وتابع "أما قصر الدكتور محمود سامي فقد عاش فيه حماه الرجل الاقتصادي الوطني العظيم طلعت حرب فترة بسيطة بعد اعتزاله السياسة والاقتصاد، وبعد ذلك إنتقل القصر لأسرة الشناوي ثم للدولة التي جعلته نواة كلية التجارة فقد كان أول معهد تجاري عالي بالمنصورة يمنح درجة البكالوريوس، ثم أصبح مقراً لإدارة جامعة المنصورة وظل يخدم حتى عام 2009 عندما تحول ليكون مقر كلية رياض الأطفال ثم تحول مؤخراً ليكون مقراً لبعض الإدارات الجامعية.
وواصل “ أما محمود بك سامي نفسه كان مدير مستشفى المنصورة العام وتم تخليد اسمه على شارع محمود سامي الموازي لشارع جيهان والمعروف باسم شارع المعهد الصحي”.