مركز أمريكي: اليمن ستكون الاختبار الحقيقي لدبلوماسية الصين بين إيران والسعودية
قال مركز أبحاث أمريكي "أن الصين فاجأت العالم بإعادة العلاقات الدبلوماسية بين السعودية وإيران"، ولفت إلى "أن الاختبار الحقيقي الأبرز لعلاقاتهما الجديدة سيكون اليمن، حيث تورطت القوتان في حرب دموية بالوكالة لمدة 8 سنوات".
ووفق مركز ويلسون الأمريكي «Wilson Center» في تقرير "ترجمة "يمن شباب نت" – "فإن الصين حققت بالتأكيد انقلابًا دبلوماسيًا في التوسط في استعادة العلاقات بين المملكة العربية السعودية وإيران، لكن الخصمين البارزين في الخليج لا يزالان بعيدين عن "تقاسم الجوار" كما ينصح الرئيس السابق باراك أوباما. حيث سيكون الاختبار الأول هو ما إذا كان بإمكانهم "تشارك اليمن"، حيث ظل وكلائهم في حالة حرب لمدة ثماني سنوات".
وبالنظر إلى التنافس الشديد والتقلب الشديد في علاقاتهما السابقة، فإن استخدام مصطلحات مثل "التقارب" و "الانفراج" لوصف تجديد العلاقات يبدو سابقًا لأوانه. وحتى "المصالحة" لم يتضح بعد، فمنذ ثورة 979 الإسلامية في إيران، مرت الدولتان بدورات متكررة من العداء الشديد مع ذوبان في الجليد بينهما لم يدم طويلاً.
كابوس اليمن
بالنظر إلى التاريخ المتقلب للغاية في علاقة الرياض وطهران، فإن السؤال هو: ما هي فرصة استعادة العلاقات مؤخرا في "إيجاد طريقة فعالة لتقاسم الجوار وإقامة نوع من السلام البارد"، كما قال أوباما في مقابلة له عام 2016؟
لطالما أصر القادة السعوديون على أن الأمر متروك لإيران لاتخاذ الخطوة الأولى من خلال إظهار بعض علامات التراجع في مساعيها الحثيثة لتأسيس دور سياسي رئيسي في الدول العربية في الشرق الأوسط، المؤشر الرئيسي بالنسبة لهم هو اليمن، الجار الجنوبي للمملكة العربية السعودية حيث لطالما كانت القوة الأجنبية المهيمنة.
بالنسبة لولي العهد السعودي محمد بن سلمان، أثبت المشروع اليمني أنه "طائر القطرس" -أي يمثل كابوساً بالنسبة له، كان تدخله باليمن أول قرار رئيسي له في السياسة الخارجية، وقد أدى ذلك إلى تدهور علاقاته مع الكونجرس الأمريكي الذي طالب مرارًا وتكرارًا بإنهاء جميع المساعدات والمبيعات العسكرية الأمريكية للمملكة العربية السعودية بسبب النتائج الكارثية للحرب.
في الوقت الحالي، وصل القتال بين الفصائل اليمنية الموالية للسعودية والموالية لإيران إلى طريق مسدود، حيث تفاوض وسطاء الأمم المتحدة العام الماضي على وقف لإطلاق النار، ورغم انتهاكه بشكل دوري، إلا أنه لا يزال قائمًا إلى حد كبير.
ومع ذلك، فإن اليمن نفسه في حالة خراب، وهو أحد أسوأ الكوارث الإنسانية في العالم، حيث قتل 227000 شخص بسبب المجاعة وحدها، وفقًا لتقديرات الأمم المتحدة.
شروط السلام
السؤال الآن هو ما إذا كان بإمكان المملكة العربية السعودية وإيران إيجاد طريقة مؤقتة في اليمن يمكن على أساسها بناء انفراج حقيقي، أو على الأقل "سلام بارد". قد يتطلب ذلك من المملكة العربية السعودية الاعتراف بحكومة الحوثيين في صنعاء وسيطرتها على شمال اليمن، حيث يعيش معظم سكان اليمن البالغ عددهم 33 مليون نسمة. من ناحية أخرى، من المفترض أن تضطر إيران إلى إنهاء إمدادات الأسلحة للحوثيين.
أجرى المفاوضون السعوديون محادثات دورية منذ شهور مع مبعوثين من إيران في بغداد ومن الحوثيين في مسقط بسلطنة عمان. حتى الآن، لم يتم الإعلان عن أي اتفاق.
على أي حال، لا يزال من غير الواضح ما إذا كانت إيران مستعدة لوقف تسليح الحوثيين، على العكس من ذلك، قال بيان صادر عن القيادة المركزية الأمريكية في أوائل فبراير/ شباط إن السفن الحربية الأمريكية والبريطانية والفرنسية صادرت 5000 بندقية و1.5 مليون طلقة وعشرات الصواريخ المضادة للدبابات وأجزاء للصواريخ الباليستية من المراكب الشراعية التي تبحر في خليج عمان متوجهة من إيران إلى الحوثيين.
قد تكون شحنات الأسلحة الأخيرة استباقية لتوقف إيران في إطار صفقة مع السعودية، أو قد يكون ذلك دلالة على أن إيران تدعم هجومًا جديدًا للحوثيين، لايزال في طور التكوين، حيث يحاول الحوثيون بسط سيطرتهم على اليمن لتشمل حقول النفط وخطوط الأنابيب في وسط وجنوب البلاد.
ويكاد يكون من المؤكد أن حملة جديدة من شأنها أن تبدد أي آمال في انفراج في نهاية المطاف بين إيران والسعودية، وكذلك ستبدد محاولة الصين الدبلوماسية لتصبح لاعبًا قويًا في الخليج.