«مَن يكتب تاريخ مصر؟».. فيلق العمال المصري بين عبودية أندرسون وأبو الغار
على الرغم من أن تاريخ تمصير الجيش المصرى يعود الى 17 فبراير 1822 عندما أصدر محمد على باشا، والى مصر أمره بالتجنيد الإجبارى إلى أحمد باشا طاهر، ليجمع من الوجه القبلى 4 آلاف مصرى لينضموا إلى «لاظوغلى» ناظر «وزير» النظام العسكرى، ليرسلهم إلى سليمان باشا «كولونيل سيف» مدرب الجند بأسوان، ليدربهم حسب مقتضيات النظام الحديث ثلاث سنوات يعادون بعدها إلى بلادهم ويعتبرون جنودا مدى الحياة.
كتاب "الفيلق المصرى..جريمة اختطاف نصف مليون مصرى" الصادر مؤخراً عن دار الشروق للنشر لصاحبه الدكتور محمد أبو الغار أستاذ طب النساء بجامعة القاهرة، يؤطر قضية مشاركة فيلق العمال المصرى فى الحرب العالمية الأولى فى إطار السخرة والعبودية؛ بينما يذهب الدكتور اشرف صبرى المؤرخ العسكرى والمتخصص فى تاريخ الحرب العالمية الأولى فى كتابه "رحلة إصرار.. مصر سبب النصر ف الخرب العالمية الأولى" عكس ذلك حيث يؤكد أن مشاركتهم بمثابة شرف لمصر، وان هؤلاء المشاركين تقاضوا رواتب نظير مشاركتهم فى الحرب، وإن اتفقت معه الدكتورة لطيفة سالم أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر فى جامعة بنها الى ان مشاركة فيلق العمال المصرى فى الحرب العالمية الأولى جاء فى إطار ضمان اعتراف بريطانيا بإستقلال مصر. وهو ما نستعرضه فى السطور التالية:
كايل أندرسون: الكثيرون في مصر كانوا ينظرون إلى فيلق العمال المصري على أنه شكل من أشكال العبودية
الدكتور محمد أبو الغار يردد ما جاء فى كتاب "فيلق العمل المصري: العرق والفضاء والمكان في الحرب العالمية الأولى " للباحث كايل أندرسون، والذى صدر العام الماضى عن جامعة تكساس الأمريكية؛ أن الإمبراطورية البريطانية جندت نصف مليون شاب معظمهم من ريف مصر في فيلق العمل المصري وجعلتهم يعملون في التعامل مع الخدمات اللوجستية العسكرية في أوروبا والشرق الأوسط.
ويلفت" أندرسون" إلى أن السلطات البريطانية تراجعت عن وعدها بعدم جر المصريين إلى الحرب ، ويشير فى كتابه إلى إن الكثيرين في مصر كانوا ينظرون إلى فيلق العمال المصري على أنه شكل من أشكال العبودية ساهمت فى النهاية في إندلاع ثورة 1919 المصرية.
لطيفة سالم: مشاركة فيلق العمال فى الحرب العالمية الاولى جاء لضمان اعتراف بريطانيا باستقلال مصر
تختلف المؤرخة الدكتورة لطيفة سالم، أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر جامعة بنها فى ما ذهب إليه "أبو الغار" حول مشاركة فيلق العمال المصرى فى الحرب العالمية الأولى فى كتابها "مصر فى الحرب العالمية الأولى" الصادر عن نفس دار النشر عام 2009؛ حيث أشارت الى أن أحمد لطفي السید أيد بأن رشدي باشا رئيس النظار آئنذاك (رئيس الوزراء) قد فاتح ريجنالد ونجت المندوب السامى البريطانى فى مصر بشأن أن «مصر مستعدة لمناصرة بریطانیا بشرط أن تعترف باستقلال مصر، فارتاح ونجت لهذه الفكرة ووعده بأن یعرض الأمر على حكومته» وبدأت تلك المحاولات في الاتساع، فطلب لطفي السید من جراهام Graham مستشار الداخلیة إعلان استقلال مصر وتنصیب الخدیو ملكا علیها.
سالم تابعت قائلة:"في حدیث جمع رشدي مع لطفي السید ومحمد محمود، أبان الأول ما دار بینه وبین ستورز Storrs السكرتیر الشرقي للوكالة البریطانیة بشأن ذلك الموضوع، وبأن الأخیر یؤید فكرة الاستقلال، وسیخابر أباه العضو في البرلمان لإثارة هذه المسألة.
وفي لقاء بین لطفي السید وعدلي یكن وستورز طرحت المسألة المصریة، ووضع في بیت نجیب باشا صورة المعاهدة بین مصر وإنجلترا التي تضمنت اعترافها باستقلال مصر، واعتراف مصر بمصالح إنجلترا في قناة السویس".
مؤرخ عسكرى: ما جاء فى كتاب أبو الغار غير سليم.. والعمال سافروا أوروبا كجزء من الجيش
المؤرخ العسكرى الدكتور أشرف صبرى أكد أن ما جاء فى كتاب أبو الغار غير سليم، وأن فيلق العمال المصرى الذى شارك فى الحرب العالمية الأولى سافرو اوروبا كجزء من الجيش وبرواتب وأن ما قاموا به بمثابة شرف لمصر.
وتابع صبرى، لـ"الدستور":"كل عمل يعمله المصري يحولوه لسرقة المصري واختطافه او السخرة لم يكن هناك حتي ماديعرف بالسخرة في حفر القناة كان لهم رواتب عالية يسعي اليها المصريين في حفر القناة وعندما كان رواتب المصريين اقل من الاجانب اثناء الحفر مدث اضراب واوقف اسماعيل باشا العمل بالحفر حتي تقوم شركة قناة السويس بمساواة رواتب المصريين بالاجانب وقد تم هذا واكمل العمل.
واستطرد: "ليه بيحاولوا يظهروا المصريين كأنهم عبيد او خرفان تساق بالقوة للعمل؟ بيعملوا شرخ بين المصري والعمل في ارضه كان هناك تجنيد اجباوي لاول مرة في تاريخ مصر ومن يتأخر عن التجنيد يقبض عليه وهو ما يحدث حتي اليوم والا فأننا في سخرة اليوم وكذلك باقي دول العالم. وهو غير صحيح التجنيد الاجباري ليس سخرة وخدمة الوطن واجبة".