تركيا سوريا: ارتفاع حصيلة قتلى الزلزال إلى أكثر من 37 ألفا وانتشال أحياء من تحت الأنقاض بعد أسبوع على الكارثة
مع تلاشي الآمال في العثور على عدد أكبر من الناجين تحت الأنقاض، ارتفع إجمالي عدد القتلى في تركيا وسوريا من زلزال يوم الإثنين الماضي بقوة 7.8 درجات إلى أكثر من 37 ألفا، ومن المتوقع على ما يبدو أن يستمر في الازدياد.
وقالت هيئة إدارة الكوارث التركية (أفاد) في وقت سابق إن الزلزال خلف 31643 قتيلا في جنوب تركيا، فيما أحصت السلطات 3581 قتيلا في سوريا.
وقالت الأمم المتحدة إن هذه الحصيلة قد “تتضاعف”.
إنقاذ طفل بعد 182 ساعة
وأظهرت لقطات رجال الإنقاذ وهم ينتشلون طفلا يبلغ من العمر 13 عاما على قيد الحياة من تحت أنقاض مبنى منهار في إقليم هاتاي بجنوب تركيا، اليوم الإثنين، وذلك بعد مرور ما يزيد على أسبوع على وقوع الزلزال المدمر.
وأمسك الصبي بيد المنقذ أثناء وضعه على محفة، مستقيم الرأس ومغطى الجسد قبل نقله إلى سيارة إسعاف.
وفي وقت سابق، تمكنت فرق الإنقاذ من انتشال سيدة على قيد الحياة من تحت الأنقاض، بعد 170 ساعة على الزلزال، في ولاية غازي عنتاب جنوبي تركيا.
وبعد سباق مع الزمن، نجحت الفرق في إنقاذ السيدة سيبال كايا (40 عاما) من أنقاض مبنى مكون من 5 طوابق دمره الزلزال في قضاء “إصلاحية” بالولاية.
وإثر انتشالها من تحت الأنقاض تم نقل السيدة إلى المشفى.
وكانت فرق الإنقاذ التركية قد تمكنت من إنقاذ سيدة (50 عاما) من تحت أنقاض منزلها المهدم جراء الزلزال بعد مضي 160 ساعة.
وتم إنقاذ المرأة من قبل عمال مناجم متطوعين شاركوا في عمليات الإنقاذ ورجال إطفاء قدموا من ولاية صامسون.
المساعدات تتدفق
بدأ تنظيم جهود الإغاثة في أنطاكية بعدما تركت لثلاثة أو أربعة أيام بعد الزلزال.
وأقيمت مراحيض بحد أدنى، من دون مياه، كما رمّمت شبكة الهاتف في العديد من الأحياء.
وقال وزير الداخلية سليمان صويلو إنه تم نصب 30 ألف خيمة في قهرمان مرعش، في حين يجري إيواء 48 ألف شخص في مدارس و11500 في صالات رياضية.
ونشرت الشرطة والجيش عناصرها لمنع أعمال النهب، كما تقول السلطات، بعد السرقات التي وقعت نهاية الأسبوع الماضي.
غير أن العديد من سكان أنطاكية برروا أعمال السرقة في السوبرماركات في الأيام الأولى بعد الزلزال بالحاجة الملحة التي واجهها كثر، إذ كانوا محرومين من الماء والكهرباء والمال في غياب الدعم من السلطات.
من جانب آخر، أوقفت عمليات البحث في شانلي أورفا وكيليس وعثمانية وأضنة، بحسب وسائل إعلام تركية.
خلافا لذلك، ما زالت عمليات البحث مستمرة في 308 أماكن في كهرمان مرعش، كما أشار وزير الداخلية.
"يشعرون بأنهم متروكون"
أما الوضع في سوريا، فهو أكثر تعقيدا حيث ما زال باب الهوى في شمال غرب البلاد، نقطة العبور الوحيدة المتاحة من تركيا والتي يضمنها قرار صادر عن مجلس الأمن بشأن المساعدات عبر للحدود.
ودخلت شاحنات إلى سوريا من معبر باب الهوى في الشمال الغرب السوري، محمّلة لوازم للإيواء الموقت مع خيم بلاستيكية وبطانيات وفُرش وحبال وما إلى ذلك.
لكن الأمم المتّحدة اعترفت بأن هذه المساعدات غير كافية.
ويعقد مجلس الأمن، الإثنين، جلسة مغلقة لمناقشة الوضع الإنساني في سوريا بعد الزلزال، على وقع مزيد من الدعوات الى فتح معابر حدودية جديدة لايصال المساعدة الى شمال غرب هذا البلد.
وخلال الاجتماع المغلق الذي دعت اليه سويسرا والبرازيل المكلفتان هذا الملف، سيعرض مسؤول العمليات الانسانية في الأمم المتحدة مارتن غريفيث الوضع أمام اعضاء المجلس بعدما قام بزيارة ميدانية لتركيا وسوريا نهاية الاسبوع الفائت.
وفي وقت سابق، قال غريفيث في تغريدة إن الوكالة الأممية “خذلت حتى الآن الناس في شمال غرب سوريا. هم يشعرون عن حق أنهم متروكون”، داعيا إلى “تصحيح هذا الإخفاق بأسرع وقت”.
وأعلن مدير منظمة الصحة العالمية من جهته، الأحد، أن رئيس النظام السوري بشار الأسد أبدى استعدادا للنظر في فتح مزيد من المعابر الحدودية لإيصال المساعدة إلى ضحايا الزلزال في شمال غرب سوريا الواقع تحت سيطرة المعارضة.
وقال المسؤول في وزارة النقل التابعة للنظام السوري، سليمان خليل، إن 62 طائرة محمّلة مساعدات حطّت حتى الآن في البلاد ويتوقع هبوط طائرات أخرى في الساعات والأيام المقبلة، خصوصا من السعودية.
من جانبه، أرسل حزب الله، القوة السياسية والعسكرية الأبرز في لبنان، قافلة مساعدات إنسانية مؤلفة من 23 شاحنة الأحد إلى محافظة اللاذقية في غرب سوريا التي تعدّ من أبرز حلفائه.
وتحمل الشاحنات “مواد تموينية وغذائية ومستلزمات صحية وأدوات منزلية يحتاجها الناجون من الزلزال”، وفق المدير العام للدفاع المدني في الهيئة الصحية الإسلامية التابعة لحزب الله عدنان مقدّم.
والإثنين، أرسل الأردن قافلة مساعدات إنسانية هي الثانية برا لمنكوبي الزلزال في سوريا، على ما أفاد بيان صادر عن وزارة الخارجية الأردنية.
وقال البيان إن “الهيئة الخيرية الهاشمية قامت بتسيير قافلة إغاثة مكونة من 14 شاحنة إلى الأشقاء في سوريا، محملة أدوية ومواد غذائية وبطانيات ومياه شرب صحية، لإيصالها للمناطق المتضررة”.
وأضاف إنه تم نقل المساعدات “من خلال نظام النقل التبادلي في مركز الحدود الأردنية السورية (جابر-نصيب)، حيث تسلمت الهيئة العليا للإغاثة في سوريا سبع شاحنات، فيما تسلمت وكالات الأمم المتحدة العاملة في سوريا سبع شاحنات أخرى لتوزيعها على المتضررين في المناطق المنكوبة”.
ونقل البيان عن الناطق الرسمي باسم الوزارة سنان المجالي قوله إن “المملكة مستمرة بتقديم يد العون والمساعدة للأشقاء في الجمهورية العربية السورية والجمهورية التركية، لمواجهة تداعيات الزلازل، وتقديم الاحتياجات الإنسانية اللازمة لذلك”.
أرسل الأردن، الخميس، أول قافلة مساعدات انسانية برا إلى سوريا تضمنت سبع شاحنات مقطورة تحمل مواد طبية وغذائية واغاثية.
قطر تشحن وحدات إسكان المونديال إلى مناطق الزلزال
أعلنت قطر التبرع بكبائن ومنازل متنقلة استخدمت في بطولة كأس العالم لكرة القدم للمناطق المتضررة من الزلزال في تركيا وسوريا لإيواء من فقدوا منازلهم.
وكشف مسؤول أن سفينة تحمل أول 350 وحدة غادرت قطر متجهة إلى تركيا أمس الأحد.
وقال صندوق قطر للتنمية على تويتر أمس إن الدولة الخليجية تعهدت بإرسال عشرة آلاف منزل متنقل إلى مناطق الزلزال.
وكان التبرع بالمنازل المتنقلة من بين الخطط الدائمة التي وضعها منظمو كأس العالم في قطر، وتم تركيب تلك الوحدات في مناطق صحراوية محيطة بالعاصمة القطرية الدوحة لإيواء المشجعين الزائرين لحضور كأس العالم لكرة القدم.
وكان المشجع يدفع نحو 200 دولار في الليلة للإقامة في الوحدة السكنية، مما ساعد على تجنب نقص المساكن الذي كان محتملا خلال البطولة التي نُظمت خلال شهري نوفمبر/ تشرين الثاني وديسمبر/ كانون الأول الماضيين.
(وكالات)