موارنة مصر يحيون أحد الموتى المؤمنين وتذكار مار ملاتيوس
تحتفل الكنيسة المارونية، الأحد، بحلول أحد الموتى المؤمنين وتذكار مار ملاتيوس الأنطاكيّ المعترف.
كان مِنَ المُتَعَلِّقين بِمَجمَعِ نِيقيَة المَجمَع المَسكوني الاول، والمُدافِعينَ عَنهُ هُوَ الذي عَمَّدَ القِدِّيس يوحَنا فَمِ الذَهَب وَسَامَهُ شَمّاساً، وَقلَّدهُ الوَعْظَ في كَنيسَةِ إنطاكِيَة العُظمَى. نَفاهُ الآريوسِيُون، فَذهَبَ الى القِسطَنطِينِيَة وَحَضَرَ المَجمَعَ المَسكوني الثاني. تُوفِيَ خِلالَ إنعِقادِ هَذا المَجمَع سَنة 381.
بهذه المناسبة، ألقت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: قال الربّ: "طوبى لِلرُّحَماء، فإِنَّهم يُرْحَمون"، فالرحمة هي من أهمّ التطويبات: طوبى لمَن "يَعطِفُ على الكَسيرِ والمِسْكين ويُخَلِّصُ نُفوسَ المَساكين":"طوبى لِلرَّجُلِ الَّذي يَرأفُ ويُقرِض وفي مكان آخر: "طَوالَ النَّهارِ يَرأَفُ البار ويُقرِض ونَسلُه مُبارَك . فلنتقيّد بهذا التطويب ولنعرف كيف نفهم ولنكنْ صالحين.
حتّى الليل لا يفترض به أن يوقف رحمتك؛ "لا تَقُلْ لِقَريبِكَ: اذهَبْ وعُدْ فأُعْطِيَكَ غَدًا، إِذا كانَ الشَّيءُ عِندَكَ" . لا يكونَنّ هنالك من تردّد بين ردّ فعلك الأوّل وكرمك. عليكَ "أَن تَكسِرَ للجائِعِ خُبزَكَ وأَن تُدخِلَ البائسينَ المَطْرودينَ بَيتَكَ" ، وافعل ذلك من كلّ قلبك. قال القدّيس بولس: "مَن يَرحَم فلْيَرحَمْ بِبَشاشَة" ؛ إنّ استحقاقك يتضاعف من خلال مبادرتك؛ إنّ العطيّة التي تُقدّم بحزن وإكراه تكون بدون طعم ولا لون. يجب عمل الخير بقلب ممتلئ فرحًا، لا بكآبة "حينَئِذٍ يَبزُغُ كالفَجرِ نورُكَ ويَندَبُ جُرحُكَ سَريعاً". فهل من أحد لا يرغب في النور والشفاء؟
لهذا السبب يا خدّام الرّب يسوع المسيح، وإخوته وورثته ، كلّما سنحت لنا الفرصة، فلنقمْ بزيارة الرّب يسوع المسيح، ولنقدّم له الطعام والملبس ونأويه ونكرّمه . ليس فقط بدعوته إلى المائدة كما فعل البعض، أو بسكب العطور عليه مثل مريم المجدلية، أو بتأمين القبر له مثل نيقوديمُس... لا باللبان والذهب والمرّ مثل المجوس... إنّ ربّ الكون "يريد الرحمة لا الذبيحة" ، وتعاطفنا بدل "قطعان الغنم". لنظهر له إذًا الرحمة من خلال أيدي هؤلاء المساكين الممدّدين اليوم على الأرض، لكي يقوموا في يوم رحيلنا من ههنا، بإدخالنا "إلى المساكن الأبديّة"، في ربّنا يسوع المسيح نفسه.