في ذكرى القديس يوحنا.. «اللاتينية»: كل من اقترب من المسيح صار مقدسًا
تحتفل الكنيسة اللاتينية بذكرى مار يوحنّا بوسكو المعترف، الذي ولد في إقليم طورينو عام 1815. كانت طفولته صعبة. فلما سيم كاهناً اهتم بشؤون الشباب وأسَّس رهبنة لذلك، ولتعليم الشباب العلوم والمهن. وتُعرفُ اليوم برهبنة السالزيان، أو الرهبنة السالسية (نسبة الى القديس فرنسيس السالسي شفيع الرهبنة). توفي عام 1888.
وبهذه المناسبة القت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: في موضوع تقدمة باكورة ثمار الأرض، تنصّ الشريعة على أن "كُلُّ مَن مَسَّها يَكونُ مُقَدَّساً". وفي هذا السّياق، فإنّ الرّب يسوع المسيح الّذي قدّم ذاته قُربانًا هو الأضحية الفريدة والكاملة، التي كانت ترمز إليها جميع الأضاحي في الشريعة القديمة وتمثّلها. فالذي يمسّ جسد هذه التقدمة يتقدّس مباشرةً، فإن كان نجسًا، أصبح نقيًا، وإن كان جريحًا التأم جرحه. فهذا ما فهمته المرأة النازفة... ولأنها فهمت إنها ههنا حقًا أمام جسد قدس الأقداس، اقتربت منه. وحيث أنها لم تجسر أن تلمس الجسد نفسه، لأنها لم تفهم بعد ما كان كاملًا، قامت بلمس طرف الرداء الذي يلمس هذا الجسد المقدّس. ولأنها لمست طرف الرداء بكل إيمان، "خرجت قُوَّةِ مِن" إنسانية الرّب يسوع المسيح لتطهرّها من نجسها وتبَرِئَها مِن عِلَّتِها.
ألا تعتقد إذًا أننا يجب أن نفهم نص الشريعة على النحو التالي: إن قام أحدٌ بلمس جسد الرّب يسوع المسيح وهو بالحالة أو الوضعية التي سبق وذكرناها، وإذا اقترب منه لكونه الكلمة الذي صار جسدًا، وهو ممتلئ من الإيمان والطاعة، فيكون هذا الشخص قد لمس جسد التقدمة الحقّ وأصبح مقدّسًا.