معرض الكتاب يناقش سلسلة «سيرة وطن» لـ«الطاهري».. والكاتب يخصص عائدها لصالح «حياة كريمة»
حلَّ الكاتب الصحفى أحمد الطاهرى، رئيس قطاع الأخبار فى الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، ضيفاً على معرض القاهرة الدولى للكتاب، حيث خصصت إحدى فعالياته لمناقشة كتابه الصادر حديثاً بعنوان «عند منتصف الطريق.. سيرة وطن 2» عن دار «ريشة».
وتحدث «الطاهرى»، خلال الندوة، عن سلسلة «سيرة وطن»، التى بدأها فى 2020، وقت توليه رئاسة تحرير «روز اليوسف»، لافتاً إلى أنه سيصدر الجزء الثالث منها خلال العام المقبل، وأن عائد سلسلة «سيرة وطن» بالكامل سيذهب لصالح المبادرة الرئاسية «حياة كريمة».
رئيس قطاع الأخبار بـ«المتحدة»: حركات الإسلام السياسى فى طريقها إلى الزوال
وعقد الكاتب، خلال الندوة، مقارنة بين أوضاع الدولة المصرية فى فترة محمد على باشا، والرئيس الراحل جمال عبدالناصر، والرئيس عبدالفتاح السيسى، مؤكداً أن محمد على بدأ من الصفر، فى حين تستند الجمهورية الجديدة أو الثانية إلى تاريخ الجمهورية الأولى، وبينهما مشتركات وطنية، وقال إنّ حركات الإسلام السياسى خرّبت الكثير من الدول على مدار قرن من الزمان، لكنها لن تستمر، وفى طريقها إلى الزوال.
وأكد «الطاهرى»، خلال ندوة مناقشة كتابه، التى شارك فيها العميد الدكتور خالد عكاشة، والدكتور محمد فايز فرحات، وأدارتها ريهام السهلى، أن عدد سكان مصر تضاعف فى الوقت الحالى عما كان عليه فى فترة الرئيس عبدالناصر، وأنّ الجمهورية الجديدة تسلّمت التجربة بأطنان من الخراب.
وأوضح أن هناك عدّة أبعاد أثرت على كل تجربة من التجارب الثلاث فى بناء الدولة المصرية، مشيراً إلى أن منها الوضع الدولى والدور الإقليمى لمصر، مؤكداً أنّ مصر لم تتورط أو تتسبب فى أى أزمات سياسية على المستوى الدولى، وعلى العكس، فحضور مصر يكون استبشاراً لإيجاد حل لمشكلات الإقليم، مؤكداً أنّ كل تحرك دولى لمصر يكون سابقاً بخطوتين، ضارباً المثل بتحركات مصر والرئيس عبدالفتاح السيسى الأخيرة على المستوى الدولى.
«عكاشة»: أى مشروع سياسى يحتاج بعضاً من المفكرين للتأصيل لسيرة الوطن
من جهته، قال العميد الدكتور خالد عكاشة، مدير المركز المصرى للفكر والدراسات، إنّ تخصيص جلسة لمناقشة كتاب بعنوان «سيرة وطن» للكاتب أحمد الطاهرى، خطوة مقدرة، موجهاً التحية للكاتب أحمد الطاهرى، وناشر الكتاب، على تخصيص عائد الكتاب لصالح المبادرة الرئاسية «حياة كريمة».
وتابع «عكاشة» أن مفهوم الجمهورية الثانية يجعلنا نستعرض تاريخ الجمهورية الأولى؛ لكى نبنى على تاريخ، وتقديراً للأجيال، مضيفاً: «أعتقد أن أى مشروع سياسى يحتاج بعضاً من المفكرين للتأصيل لسيرة الوطن».
وأشاد بكتاب «الطاهرى»، قائلاً إنّ لديه تجربة ثرية فيما يجرى على مستوى الأقاليم والأحداث، مستعرضاً أبرز النقاط والمشاهد التى يتضمنها كتاب «عند منتصف الطريق»، الذى يستشرف المستقبل، لافتاً إلى أنّ مفهوم القيادة الإصلاحية الوارد فى كتاب «الطاهرى» تم تقريره بحرفية وأسلوب بسيط للقارئ، مؤكداً أن القيادة الإصلاحية تهدف إلى صنع تيار إصلاحى، واصفاً ما يجرى فى مصر من عملية بناء بأنه جزء من عملية الإصلاح، خاصة فيما يخص تعطيل مسيرة الجمهورية الأولى، موضحاً أن تيار الإصلاح الذى يقتحمه الرئيس السيسى يأتى بعقلية ومن خلال المكاشفة والمصارحة.
وقال «عكاشة» إن رؤيته تلتقى مع «الطاهرى» فيما يخص تدشين مصطلحى القيادة الإصلاحية والجمهورية الثانية، مشيراً إلى أن الرئيس السيسى لديه طموح عالٍ جداً ورؤية ليكون للدولة مكان فى هذا العالم الذى يتشكل من خلال إصلاح ملفات الإقليم وحل مشكلاته.
وأشاد الدكتور محمد فايز فرحات، رئيس مركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية، بموضوع الكتاب، قائلاً إن عنوان «عند منتصف الطريق» تعبير موفق، لأنه شديد الدقة لتوثيق وتوصيف ما يحدث فى مصر وما نحتاجه فى مثل هذه المرحلة، خاصة بعد أن عشنا فى الفترات السابقة عند التعبير الدارج «نحن فى مفترق الطرق»، مؤكداً أن مصر حالياً لديها رؤية واضحة ومحددة وتسير فيها سواء فيما يخص قضاياها الداخلية أو مواقفها الدولية.
وأكد «فرحات» أهمية الكتاب الذى يأتى من كاتب وطنى لديه رؤية ثاقبة لما يحدث فى مصر والعالم من تحولات، كما أن لديه القدرة على الربط بينها، مضيفاً أن «الطاهرى» ناقش مفهوم الجمهورية الجديدة، وقدم التأصيل لفكرة الجمهورية الثانية كذلك، خاصة أن هذا الوطن يمر بتحولات كثيرة على جميع المستويات، وغيرها من المفاهيم المهمة، واستعرض «فرحات» موضوعات الكتاب، قائلاً إنه تناول التنمية والقيادة السياسية، ومفهوم القيادة الإصلاحية بالمعنى الشامل التى لديها رؤية تنموية واضحة.
وأشاد بالجانب التوثيقى الذى يتضمنه الكتاب، مؤكداً أننا فى حاجة لمثل هذه الكتابات الوطنية التى تجابه دعاوى التشويه لمفهوم قضايا التنمية والرأسمالية الوطنية.